العبرة في الانتخابات ليست في تغطية الدوائر بل في إقناع الناخبين
في إطار التوضيحات التي لا مفر من طرحها بمناسبة استحقاق 08 شتنبر المقبل، ينتصب موضوع تغطية الدوائر من قبل الأطراف المشاركة .. هل الأمر يتعلق بحضور المرشحين، أم القدرة على شرح وإقناع الناخبين بصدقية البرامج الانتخابية، التي لن تخرج عن التجارب السابقة من خلال تشابهها في نسخ البرامج المدغدغة لمشاعر النخبين فقط، والتي لا تطور في منهجية صياغتها من قبل من يكلفون بها من الأطر الأكاديميين ومكاتب الدراسات، والتي تصر القيادات الحزبية على التعامل معها من الزاوية التسويقية فقط، رغم المعطى الجديد الذي أصبح على المشاركين استحضاره في عملية التحضير المرتبط بالنموذج التنموي، الذي تم الانتهاء من الحوار حوله، بين لجنة صياغته والأطراف التي اختارتها للتداول في أولوياته وبرامجه وأجنداته وأهدافه
إن الأطراف الحزبية المشاركة في الاستحقاق الجديد، أصبحت مطالبة بحسن البحث والانتقاء والتحضير لبرامجها الانتخابية على ضوء هذا النموذج التنموي الجديد، الذي ستكون مجبرة على احترامه وتنفيذ توجيهاته في صياغة برامجها الانتخابية، وتجسيد التحالفات الحزبية القادرة على بلورته في مخطط الحكومة المقبلة .. خصوصا، أحزاب الأغلبية التي ستفرزها الانتخابات، التي لن تكون تحالفاتها على أساس ما ستحصل عليه من غنائم وامتيازات، بل على ما ستكون قادرة على الالتزام به في إطار النموذج التنموي الجديد
حينما نتحدث عن العبرة في الانتخابات اليوم، يجب أن يطال العملية الديمقراطية في جوهرها المرتبط بالبرنامج الانتخابي الذي يجب على الفاعلين الحزبيين أن يقوموا بإنجازه وفق ما أصبح عليه عالميا .. خصوصا، بعد أن أصبح العزوف الانتخابي يسيطر على المشهد الانتخابي في الدول العريقة في التجربة الديمقراطية، فبالأحرى في الدول النامية التي لا يزال يطبعها الارتجال والموسمية والعشوائية في كل مراحلها إلى الدرجة التي أصبح معها الحضور الحزبي باهتا في مجتمعاتها
من موقعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ومن باب التوجيه والمساهمة في تطوير مشهدنا الانتخابي، نقول لأحزابنا المشاركة في الاستحقاق المقبل، أنها أصبحت مطالبة بإعادة النظر في طبيعة عملها وتوجهاتها الانتخابية حتى لا تظل وظائفها متخلفة عن التحولات الجذرية في وعي المواطنين التي أصبحت متقدمة عن رؤى الأحزاب وتصوراتها الإيديولوجية .. ناهيك عن الأنماط التقليدية في المجال التأطيري التي لم تعد تغري المناضلين والمواطنين على حد سواء، دون أن نتحدث عن غياب الحماس في حضور آليات الاشتغال الحزبي التي تراجعت
فيها نسبة الاهتمام الجماهيري بوجود الأحزاب، وبمناهجها الدستورية التي لا غنى عنها من أجل تفعيل الممارسة الديمقراطية لتحقيق أهدافها في المؤسسات المعنية بحضورها على الصعيد الوطني والجهوي والجماعي