ذ. عبد الله عزوزي
• كم هي نسبة المتفائلين بمستقبل المغرب، مغرب العشرية الثالثة و الرابعة من اللألفية الحالية 2030-2040 ..؟ العشريتين التي ستعرف “ولوج” تلاميذ اليوم، الذين هم في المرحلة الابتدائية و الإعدادية “لسوق الشغل” ..؟ جيل يعيش على هامش شبح التمدرس، أو بالضبط شبحُ شبحِ التمدرس .. الجواب سيظل معلقا إلى أجل لاحق
• في مجتمع لا ينتج الثروة بيديه .. اللهم إن كان يقتصر على إخراجها من باطن الأرض بأيدي الأجانب، مقابل أن يتنازل لهم عن حصة الأسد منها .. أتساءل من أين له أن يطمئن على مستقبله ..؟
• في المجتمعات المتقدمة يرفع القادة السياسيون شعار “المنتوج الوطني أولا” أثناء حملاتهم الانتخابية، و عند وصولهم إلى سدة الحكم يشرعون القوانين و يرسمون السياسات لكي يحفزوا و يقنعوا المستهلك بضرورة شراء المنتوج الوطني، لأنهم يعرفون أن أي “درهم” يُنفَقُ على سلعة أجنبية، إنما هو رصاصة موجهة للذات المجتمعية، و سنتمتر إضافي في حفر مقبرة الحضارة الوطنية .. أو دعنا نقول بلغة أكثر لمعانا، أنه قطعة ذهب توضع في الرصيد البنكي للأجنبي بالخارج .. عليك أن تكون بسيدي البرنوصي و تلقي بنظرة على ميناء الدار البيضاء ليلا لترى كيف أن بواخر الصين و تركيا تلتف حول عنق ميناء المدينة، كما يتحلق الذباب على جرح الضحية، في انتظار إفراغ ما على ظهرها من أواني و ألبسة و أجهزة في حضن”حُجْرِ” المغاربة، قائلة لهم “كلوا و اشربوا، و تفرجوا، و تثاءبوا، ثم ناموا، و انتظرونا فسنعود بعد قليل
• يجتهدُ السياسيون عندنا و يتقاتلون من أجل الظفر بالسلطة .. و هم يتبارزون فيما بينهم حولها، لا يكلفون أنفسهم عناء تقديم تصور عن النهضة (لا أتكلم هنا عن نهضة بركان)، و لا عن كيفية تمكين أزيد من ثلاثين مليون مغربي (أطفال-شباب-نساء-حاملي الأفكار و المشاريع، شيوخ ..) من حياة كريمة، تسمح بزيادة و تقوية الإيمان بالوطن، و محبة المجتمع و الانخراط الإيجابي فيه، و تعمل على تراجع و انخفاض مستوى الجريمة إلى مستويات قصوى، و تحاصر انتشار الشعوذة و التواكل، و الاستعباد، و إفساد الصحة و الوقت و العقل…
• إن الشعوب لا تتطور فقط بالموارد الطبيعية، بل كذلك بالأفكار و الإجراءات الفورية و الخطط الإستراتيجسة .. على سبيل المثال لا الحصر، ماذا لو فكرت الدولة في إعفاء (أو أداء ما بذمة) أرباب الأسر المحدودي الدخل، المكبلون حاليا بقروض السكن التي تصل مدتها إلى 25 سنة على أقل تقدير ..؟ .. قروض تقض مضجعهم، و تحارب النوم من جفونهم، و تجوع أبناءهم، ألا يمكن لهذا الإجراء مثلا أن يكون له وقع وطني كبير في نفوس الموظفين المستهدفين، و في طليعتهم أفراد القوات المسلحة المرابطون على تخوم الوطن .. هذه الفئة التي تعيش في تغييب تام عن الإعلام الوطني، وكأن أمر وحدة الوطن يعنيها وحدها دون غيرها .. معاناتهم متعددة الأوجه، ولهم أبناء وأعباء مالية، وفي اعتقادي أن الجندي المغربي يجب أن يكون سيد قومه، وأن يحظى بامتيازات فوق العادة، كتلك التي يحظى بها نظيره (وعائلته) في العديد من الدول المتقدمةلو تحقق هذا الإجراء، (خاصة في طل الحديث عن 17 مليار المثيرة للجدل أو عند استحضار سرعة خلق وتفعيل صندوق جائحة كورونا والذي تسابقت المؤسسات المالية إلى دعمه)، فإنه سيسمه لتلك الأسر المستهدفة من أجل تحول أقساط العقار إلى تغذية وتمدرس أبنائهم، وهذا سيخول لهم اكتساب صحة جيدة، وبتلقي تكوين علمي سيسمح لهم من المشاركة في تنمية وطنهم بحب وصدق امتنانا واعترافا بصنيع الدولة وسيجنبهم من أخذ سلفيات الموت مع البحر الأبيض المتوسط