أسوأ ما يمكن أن يحدث في شهر رمضان هو أن تكون هناك قفف غذائية مخصصة لمساعدة المعوزين، ولا يستفيد منها المعوزون، والأكثر سوءا من هذا وذاك، عندما تتحول هذه المساعدات إلى تكريس الميز الفئوي بين فقراء ومعوزين ينتمون جميعهم إلى وطن واحد وإلى مدينة واحدة، وفوق كل هذا السوء حينما تُوزع هذه المساعدات على أساس حزبي ومن أجل غنائم انتخابية زائفة
هذا ما حدث بالضبط مع سلة رمضان لمؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، حين حطت رحالها بمدينة اليوسفية، وعوض أن تُدخل الفرحة والسرور على ساكنة المدينة في هذا الشهر المبارك، نجدها وقد أثارت نعرات حزبية بين أطراف، أحدها يقول بأن توزيع المساعدات يندرج في إطار العمل الجمعوي المؤطر بالقانون والدستور، وطرف آخر يدعو إلى ضرورة إيقاف استغلال الفقر والحاجة لضمان أصوات إضافية قبل موعد الانتخابات .. طرف ثالث رأى أن الانتخابات، الجميع يستعد لها .. لكن، كل واحد بطريقته، فهناك من يعتمد الإحسان العمومي المباشر لاستمالة أصوات الناخبين المفترضين، وهناك من يلجأ إلى تعبئة انتخابية غير مباشرة عبر توظيف جمعيات تشتغل طوال السنة بهدوء. فلماذا إذن هذا الصراع
أما المواطن المقهور، فيصرخ بأعلى صوته؛ كفوا عن الصراع وأوقفوا المشاهدة، فإننا نموت تباعا