* ذ. محمد أنين
سيظل يوم الأربعاء 14 أبريل 2021، يوما تاريخيا بكل المقاييس، وغرة خالدة على جبين الشعب المغربي، فيه أعطى العاهل الكريم، انطلاقة ملكية عظيمة، لتنزيل أضخم مشروع اجتماعي في تاريخ المغرب الحديث، إنه مشروع “تعميم الحماية الاجتماعية على جميع المغاربة”
ورش اجتماعي ضخم، يمتد على خمس سنوات، ويتطلب سنويا 51 مليار درهم، منها 23 مليار درهم تمولها الميزانية العامة للدولة .. مشروع عملاق، مقسم إلى أربع مراحل؛ حيث وقع جلالته على الاتفاقيات المتعلقة بالمرحلة الأولى لهذا الورش الفريد من نوعه:
- مرحلة أولى: تتمثل في تعميم التغطية الصحية لفائدة التجار والحرفيين والفلاحين والعمال المستقلين، بالإضافة إلى أسرهم، بما يمثل 22 مليون مستفيد إضافي، من التأمين الذي يهم العلاجات والأودية
- المرحلة الثانية: تتجلى في تعميم التعويضات العائلية، وتهم نحو 8 ملايين طفل
- المرحلة الثالثة: تتعلق بتوسيع قاعدة المنخرطين في أنظمة التقاعد عام 2025، لتشمل الأشخاص الذين يمارسون عملا ولا يستفيدون من أي معاش
- المرحلة الرابعة وأخيرة: تهدف إلى تعميم الاستفادة من التعويض عن فقدان الشغل عام 2025، وذلك من خلال تبسيط شروط الاستفادة من هذا التعويض، وتوسيع الاستفادة منه
والمنتدى الوطني لحقوق الإنسان، بكل مكوناته، وهو يسجل بمداد من الفخر والاعتزاز، هذه الخطوة/الثورة الملكية الاجتماعية الجبارة
1/ يبارك هذه “الثورة الملكية الاجتماعية”، التي تشكل فتحا جديدا، وغير مسبوق في تاريخ المغرب الحديث
2/ يشدد على أن الفضل في هذه “الثورة الاجتماعية”، يعود بعد اللـه عز وجل، إلى مولانا المنصور باللـه، دام له العز والنصر والتمكين
3/ يرفض رفضا قطعا، أن يتم توظيف هذا المشروع الملكي الاجتماعي الضخم؛ من أي جهة كانت، خاصة و”موسم الانتخابات” على الأبواب، وما يشهده هذا الأخير من ركوب .. أو محاولة ركوب “الدكاكين الانتخابية”، و”دينصوراتها”، على منجزات ومشاريع، هي بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف
4/ يسجل بكل أسى وأسف، قصور العمل الحكومي، وافتقاده لعناصر تلك “الثورة ثلاثية الأبعاد”، التي دعا إليها صاحب الجلالة في إحدى خطبه: ثورة في التبسيط، وثورة في النجاعة، وثورة في التخليق، في إطار من الاجتهاد، والابتكار، والتدبير
5/ يدعو كل الأحزاب السياسية المغربية – على اعتبار أنها أصبحت المشكل الكبير، الذي يعرقل كل سبل التنمية في بلادنا، وليست فقط جزء من المشكل – إلى تجديد هياكلها، وتشبيب قياداتها، والاطلاع الأمثل بأدوارها الدستورية الحقيقية، بما في ذلك تأطير المواطنين، واعتماد الشفافية، والحكامة الجيدة، وتبني الديمقراطية الداخلية، وإنصاف مناضلها
6/ يناشد كل القوى الحية ببلادنا، إلى التكتل والتواصل والتلاحم، حول العرش العلوي المجيد، من أجل إنجاح هذه “الثورة الملكية الاجتماعية”، كل من موقعه، من أجل غد مشرق، ينعم فيه المواطن المغربي بعدالة اجتماعية، وتنمية مستدامة عادلة، وتكافئ مجالي للفرص، وتقدم اقتصادي، وسيادة حقيقية للقانون، تفعيلا لمبدأ ”ربط المسؤولية بالمحاسبة”
7/ يؤمن بأن المستقبل واعد أمامنا، وأنه لا وجود للعدميين بيننا .. فمغربنا يعرف أوراشا كبرى، وعلينا أن نثق في قدراتنا على إنجاح الثورة الثلاثية الأبعاد، التي دعا إليها عاهل البلاد: ثورة في التبسيط، وثورة في النجاعة، وثورة في التخليق، في إطار من الاجتهاد، والابتكار، والتدبير
- رئيس المنتدى الوطني لحقوق الإنسان