شجيع محمد
كل مرة يتكرر خطاب هشاشة البنية التحتية، التي يفتضح أمرها خلال كل موسم شتاء، فإن دل ذلك فإنما يدل على العقليات الفاسدة التي تأصل فيها الفساد من الرأس إلى مخمص القدمين، التي لا تهمها مطالب المواطنين وإصلاح أحوال البلاد، كأن هؤلاء المسؤولين ليسوا من المنطقة .. أجل، ليس لهم سوى تأمين عيشهم والثراء من باب ” أنا ومن بعدي الطوفان “، و أن الأوضاع التي تعيشها الجماعة الترابية لاكلمام ازكزا و القرى المتاخمة لها من بؤس وتدني للخدمات وغياب الطرق والمسالك و القناطر و الآبار، لخير شاهد وأكبر دليل على أن عقليات هؤلاء متحجرة ولا يهمهم سوى تحقيق أغراضهم، ولا يهمهم بتاتا الفقر المدقع الذي تعيش في حضنه الساكنة التي لاحول ولا قوة لها إلا تسخير فتياتها في مشهد تذوب لها القلوب وهن واقفات في صفوف على جند الطريق المؤدية إلى اكلمام ازكزا طول السنة بحرها وشتائها وبردها القارص في علو 3000 متر، بغرض الحصول على دريهمات قليلة يجنينها من بيع الخبز
نعم هناك مشاريع .. ولكن، على الورق فقط، لتظل ساكنة العالم القروي مجرد رهائن خلال موسم التساقطات المطرية و الثلجية، وفي كل بداية موسم انتخابي يتكرر خطاب الإصلاح، وتصدر وعودا بإعادة هيكلة الطرق المتضررة و إنشاء قناطر تتوفر على مواصفات ” عالمية ” وفتح المسالك، و بمجرد الوصول إلى كراسي المسؤولية، لاشيء يظهر في الأفق، وكأن السكان كانوا في حلم، لتظل عقولهم تعيش أوهام التغيير والإصلاح والتشغيل .. لكن، سرعان ما تكشف الأمطار البنيات التحتية المغشوشة أصلا، ويبقى الإهمال والإقصاء هما المسيطران على المشهد، ويبقى أيضا النهب المقنن عنوانا لصيقا بأي إصلاح أو مشروع
مناطق الأطلس المتوسط هي رمز لفشل سياسة التدبير، وهنا نخص بالذكر القرى التابعة للجماعة الترابية لأكلمام أزكزا، التي تتخبط في العديد من المشاكل، حيث بنية الطرق يخجل المرء عن وصف حالتها، رغم محاولة إصلاحها أربع إلى خمس مرات في السنة، مما يجعل الأمور تتحول بين بعض القبائل بنفس المنطقة إلى صراعات حول العديد من المسائل الضرورية، منها على سبيل المثال مادة الماء، التي تستفيد منها القبائل الموالية لرئيس الجماعة فقط