بعد أن نشر هشام عكاز، عامل النظافة والمعتصم منذ ما يقرب من شهر رفقة عاملين آخرين أمام مبنى المجلس الحضري لمدينة اليوسفية احتجاجا على طردهم من العمل، وعدم تسوية وضعيتهم للعودة مجددا إلى مكانهم الطبيعي داخل الشركة المكلفة بتدبير مرفق النظافة بالإقليم، (بعد أن نشر صورته) قمت بزيارة له بالمعتصم قصد الاطمئنان على صحته، وقد كانت فرصة لمناقشة العنصر الغامض في قضية أعتقد شخصيا كونها أخذت حجما أكبر من حجمها الحقيقي، بالنظر إلى أحقية المطلب وبساطته مقابل تعنت مؤسسي غير مفهوم، إضافة إلى القوة الاقتراحية التي أبان عنها المعتصمون، إلى الحد الذي جعلهم يعلنون هدنة إعلامية خلال الأسبوع الجاري، تهدف أساسا إلى فسح المجال لحكماء الإقليم وأيضا بعث رسائل إيجابية إلى المتدخلين في الملف، تنبئ جميعها عن حسن نيتهم في إيجاد حل لقضيتهم والتوافق على صيغة ترضي الجميع
ومنه أقول، سواء اقتنعت شركة النظافة أو اقتنع المجلس ومعه السلطة المحلية بشرعية وأحقية مطالب المعتصمين، أو لم تقتنع هذه الأطراف، فإنها ستجد نفسها في آخر المطاف، سواء اليوم أو غدا أو بعد غد، أمام أمر واقع سيفرض معادلته الإنسانية لا محالة، لأن لا أحدا منا سيقبل على نفسه موقف الصمت إلى أن يهلك هؤلاء المعتصمون .. لذلك، أعتقد أنه بات من الأفضل أن تقف الجهات المعنية بالقضية وقفة تأمل وأجرأةٍ، تخرج بعدها وفي أقرب الآجال بخلاصة مفادها؛ ماذا سيكون موقفنا، أمام العالم، إذا ما حدث مكروه، لاقدر اللـه، لهؤلاء المعتصمين ..؟ أقول هذا الكلام وقد وقفت شخصيا على الوضعية الاجتماعية والنفسية والصحية لأشخاص اختاروا قسرا المبيت في العراء .. فهل ننتظر إلى أن يهلكهم الصقيع ..؟!