محمد شجيع
تعد المناطق المجاورة لأكلموس ( القعيدة ) محجا لغالبية الفلاحين بالمنطقة، حيث توجد معاصر الزيتون .. هاته الأخيرة تحولت إلى قنبلة بيئية موقوتة بسبب مخلفات معاصر الزيتون ( مادة المرجان )، ونظرا لما لهاته الأخيرة من تأثير سلبي على البيئة بشكل عام تعد هذه السنة سنة استثنائية بسبب ظروف الجائحة من جهة، وكذا تأخر التساقطات المطرية، حيث تأثرت وبشكل جلي الفرشة المائية بالمناطق و الغطاء النباتي المنتشر على طول ” واد كرو ” جماعة الكعيدة وأكلموس، وكذا المجاري المائية كما توضحه الصور .. إذ، أن هاته المخلفات على وشك الإضرار بمياه الآبار و الروافد المائية المجاورة، مما يعد إخلالا بالنظام البيئي و المنظومة البيئية ككل بالمنطقة .. الملاحظ أن الأمور تسير بوثيرة متزايدة وفي تطور لتصل لباقي المناطق والمجاري القريبة إلى أبعد نقطة في حالة عدم قيام السلطات باتخاذ الإجراءات اللازمة بحزم .. علما أن أرباب المعاصر استغلوا فرصة انشغال السلطات بأزمة كوفيد 19 للقيام برمي هاته السموم في المجاري وإعدام البيئة، كما غاب دور الجماعات الترابية المعنية والتي انشغلت كالمعتاد في الاستعداد للانتخابات و الدخول في هوس شغل مناصب المسؤولية للاستفادة من ريع المشاريع والصفقات واعتلاء كراسي البرلمان
المعروف أنه كلما توجهنا لإحدى المصالح التي لها علاقة بأي شكوى أو ظاهرة أو ضرر إلا ونواجه بالتملص من المسؤولية وتحاول كل جهة أن تلقي باللوم على جهة أخرى، وهكذا تسير أمور الفئة المستضعفة التي لم تجد من يأخذ بيدها
هنا توجد مكامن الخلل أضف إلى ذلك معضلة الوعود العرقوبية التي لن تتحقق، والتي تعد هوسا أصيبت به الإدارات والمنتخبين وأصحاب القرار في مختلف المصالح ببلادنا
يتأكد جليا، أنه منذ إقرار قانون البيئة لم يلتزم أصحاب المعاصر بدفتر التحملات، بل طغت العشوائية على السطح واكتفت الجهات المسؤولة بالتفرج، أم أن القانون يسري على فئة دون أخرى .. ؟
أهكذا سنحمي بيئتنا .. ؟
أين شعارات حماية البيئة ..؟
من هو المسؤول عن إيقاف نزيف هاته الكارثة ..؟
أم أن المصالح الشخصية طغت على أولويات حماية البيئة ..؟
أم أن هاته المعاصر تعود للوبيات نافذة في المنطقة وخارجها ..؟