يوسف الإدريسي
مؤسف جدا أن نرى مواطنين بمختلف أحياء مدينة اليوسفية يتجمهرون حول صنبور ماء عمومي، تابع للمكتب الشريف للفوسفاط من أجل الفوز بمياه جوفية صادرة عن بحيرة الخوالقة، في وقت يؤدي هؤلاء المواطنين فاتورة ماء باهظة الأداء، مقابل جودة مياه سطحية، تابعة للمكتب الوطني للماء، وقد زهد فيها الجميع حفاظا على صحتهم، كما يتضح ذلك من خلال ردود الأفعال بمواقع التواصل الاجتماعي
غير أن الأعمق أسفا وحسرة هو حين يخبرنا المدير الجهوي لمكتب الماء كون المياه البديلة بمدينة اليوسفية تخضع لجميع معايير الجودة المنصوص عليها وطنيا، وكأني به يقول ابحثوا بعيدا عن سبب مغصكم وسوء تذوقكم لمياه سطحية هي في أعلى مراتب الجودة
البعض سيقول بأننا عدميون ونسعى إلى زرع اليأس والتذمر في أوساط السوشل ميديا المحلية .. والحال أن من يزرع اليأس ويوقد فتيل قنبلة تنتظر فقط شرارة الانفجار، هو تحديدا ذاك المسؤول الذي يعمد إلى استغفال عقول المواطنين من خلال دفاع مستميت عن مياه سطحية بديلة عن مياه البحيرة الجوفية، وعبر تزكية وضع صحي لازالت تشهد عليه سجلات قسم المستعجلات بالإقليم
اليوم من غير المقبول أن يتحمل اليوسفيون مرة أخرى قرارات وتدابير تستهدف مادة أساسية في الحياة، وأن يفرضوا على أنفسهم شرب مياه لا تُستساغ، بل لا تقبلها الأمعاء .. بالمقابل، لا يجب أن نقف هكذا، كما اعتدنا دوما أن نقف إزاء ملفات هامة وحساسة .. الأكيد، أن اليوم ليس كالأمس، وأمام ذلك يجب أن نضع خارطة طريق بهدف تحريك هذا الملف المصيري عبر توحيد الصفوف ابتداءً، ثم إعداد ملف تقني يهم أساسا حقيقة جودة المياه السطحية (الساقية)
الأهم من هذا وذاك، يبقى التجرد من الذات والانتماءات أكبر تحدي حقيقي قد نواجهه جميعا في هذا الملف .. فهل سنكون هذه المرة في مستوى الحدث ..؟ أتمنى ذلك ..!