بين وضوح الأزمة المجتمعية وجنوح التخيلات نحو الاجتهادات الخارجة عن المألوف
بقدر ما نتحمس لمتابعة قراءة ما تجود به بعض الضمائر التي أصبحت متخصصة في ردود الفعل السلبية اتجاه أي مجهود يمكن أن يساعد المواطن العادي على الوعي الصحيح بما يجري، وما تم إنجازه لفرملة تلمسه لطبيعة الأزمة المجتمعية، التي يحاول محترفو السياسة والخوض فيها لمجرد التعبير عن المحظور الأطرش والمستفز فقط، كالتي يخرج بها نشطاء التواصل الاجتماعي، تحت مسمى ممارسة النقد لأنماط الوعي السائد التي تحول بين المواطن واستيعاب طبيعة ما تخططه الأطراف المتحكمة في واقعه من حين لآخر
الأمر ليس سهلا بالنسبة لمن يملك الوعي الصحيح بالحقائق المغيبة في المعيش اليومي السائد حتى وإن كانت تدعي القدرة على التحليل والتفكيك والاجتهاد، وما أكثرهم رغم تعدد عناوين الذين أصبحوا ينتقدون دون طرح البدائل عن هجوماتهم ضد الوطن وثوابته ومؤسساته، لاعتقادهم الخاطئ بأنهم كائنات سياسية غير عادية بهذه الرؤى المسخرة في تخيلاتهم المعارضة المأجورة، وفي أنماط تجسيدها الفاقدة لأبسط مقومات الممارسة الصحفية والإعلامية المتعارف عليها في الإعلام الوطني، وعبر القنوات العربية المهاجرة، بما فيها المعروفة بعدائها الصريح للوطن .. فهل بهذا الخطاب الإعلامي الرقمي المأجور يمكن الاعتراف بهذيان هذه التخيلات المعارضة المخدومة، التي توجه أصحابها نحو الإصرار على تسويق منتوجهم الصحفي والإعلامي الدعائي الرخيص، الذي لا يقترح حلولا أو اجتهادات يمكن الاستئناس بها في عرض التقييم الموضوعي المطلوب ..؟
سيكون من العبث الحوار مع هذه الكائنات في هذا السياق السوداوي المعبر عنه ضد الوطن وثوابته ومؤسساته ورموزه، ما دامت هذه التعبيرات صادرة عن ضمائر عدمية واضحة موجهة ب. رموت كونترول عن بعد لتعميق السذاجة والعبثية في الوعي المجتمعي المطلوب في إطار هذه الأزمة المجتمعية الواضحة في مظاهرها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، التي أصبحت أطرافها المستفيدة منها، أو المتضررة كذلك تدافع عن وجهات نظرها حتى وإن كانت متجاوزة لذلك .. فلغة المبالغة التي يحاول المهتمون بملف “حمزة مون بيبي” التعبير عنها، لم تكشف شيئا يذكر خارج تحركات الكراكيز التي يحركها العارفون بكواليس هذا الملف، الذي يصر المتهافتون على إصرار ربط المتابعين لخرجاتهم دون أن تكون هناك دواعي ضاغطة .. اللهم إلا الإمعان في الاستخفاف بعقل المشاهد والمتابع لفصول المسرحية التي سيحكم القضاء المغربي فيها
لن نكرر في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، القول بأن الخروج على المواطنين لإعادة ما هو مألوف في الملف الذي يتمحور بين شكايات الضحايا واستمرار المتهمين في سلوكاتهم لمجرد فضول المغاربة التلقائي للتعرف على آخر المعلومات والمواقف والإشاعات والفضائح، لتكريس الرؤيا المجتمعية المتشائمة اتجاه كل المحاولات المواطنة للبناء والإصلاح والتخليق التي تشهدها القطاعات التي طالتها الأوراش الملكية، والانتهاء بالتأكيد على أنه لا شيء يذكر قد تحقق لفائدة الوطن، والاستجابة لمطالب الفئات أكثر هشاشة وفقرا وحرمانا والتطبيع مع المؤامرات المعادية لأي تحول تنموي ديمقراطي دون تحديد المسؤولية عنه
من نماذج الوعي السلبي المأجور ما تردده بعض الأصوات الببغاوية الديلية المتقلبة في قناعاتها، التي تطالب بالكشف عن ثروات الوطن، واستمرار نهب المفسدين في محاولات يائسة لتبرير رؤاهم المستقبلية المتشائمة والعدمية، والحرص على ادعاء التقية والطهارة في تناول ملفات هذه الرؤيا النقدية المأجورة لفائدة أعداء الوطن في الظرف الراهن
لن نواصل الحفر والبحث في طبيعة هذه الخرجات عبر قنوات التواصل الاجتماعي التي أصبحت مهووسة بهذا اللون من الرؤيا المعارضة المصلحية حتى النخاع، والتي لا تملك القدرة على التعبير عن وجودها في الرؤيا من مواقعها الحقيقة التي انكشفت فيها أهدافها المعلنة والمرموزة المعادية للوطن وتطلعات أبنائه في الإصلاح والتحرير والديمقراطية حتى الآن