ملاحظة في ضوء التوعية عن بعد التي يقوم بها المجلس العلمي باليوسفية
يوسف الإدريسي
- لا شك أن الزائر لصفحة المجلس العلمي لإقليم اليوسفية سيلاحظ الرقم الضعيف جدا لعدد مشاهدات برامج التوعية عن بعد التي تبثها صفحة المجلس، خاصة وأن من يقدمها هم شخصيات وازنة على مستوى الحقل الدعوي بالإقليم، باستثناء برنامج القرءات القرآنية الذي فاق حاجز الألف، في وقت نجد فيديوهات أخرى لنشطاء إعلاميين ضمن صفحات تواصلية يتجاوز عدد المشاهدات فيها العشرة آلاف والمائة ألف، وهو الأمر الذي يعطي انطباعا بأن ثمة خللا ما
الأكيد، أن الخلل ليس في المحتوى، ولا يمكن أن نشك في ذلك، كما أن اعتماد المجلس العلمي على الآليات الرقمية في تبليغ الدعوة، هو أمر إيجابي، ويجب أن نثمن القرار ومعه المبادرة، غير أنه في رأيي، يجب تجديد طريقة تصريف الخطاب الديني، والقطع مع الطريقة الكلاسيكية التي تتسم بالروتينية والتكرار لمواضيع طالما سمعناها بنفس الطريقة وبنفس منهجية الإلقاء، إلى الحد الذي يجعلنا نشعر بأن الزمن توقف عند تلك المواعظ، ولم يعد يرغب في المضي قدما نحو ما يتطلع إليه المواطن بعقليات راهنة وبمستجدات تواصلية تقتضيها طبيعة المرحلة
صحيح، أن التجديد الذي ننشده ليس بالضرورة أن يكون طفرة مشابهة لما يروج الآن، حتى نجاري إيقاع (اليوتوبرز) ونشطاء المواقع التواصلية .. إطلاقا، وليس بالضرورة أيضا أن يكون عملا مرتجلا أو ثائرا .. لكنه، تجديدٌ رشيدٌ يراعي مقاصد الشرع، وفي ذات الوقت ينسجم مع متغيرات الواقع، مع ضرورة تشبيب الحقل الدعوي باعتماد آليات تشجيع الطاقات وتحرير المبادرات الدعوية في صفوف الشباب
عموما تقبل الله من الجميع.