ذ. عبد اللـه عزوزي
رغم أن الأمر ليس مبعث حيرة بالنسبة للبعض، إلا أنه في حالتي الذاتية، غالبا ما أتردد في أن أعمم بعضً من تجاربي الناجحة: أقول ما الهدف من ذلك؟ هل من أجل الإعلان على الانتصار على ذاتي المُكبلة، أم على الظروف العصية؟ أم من أجْل أن أُحَمّس الآخرين و أُوقدَ شمعةَ أمل في نفوسهم المنكسرة؟ أم أن فعلي لذلك سيزيد من إحباط من يتمنَّوا أن يكونوا في وضع يسمح لهم بالانطلاق و التغيير؟ أم أن إعلان تحقيق حلم ما هو لحظة نقولُ فيها للمحبّطين و المعرقلين، المخلفين للوعد و المكثرين من الوعيد، غالقي الهواتف و رافضي الرد على الرسائل و المراسلات، و المتعالين على الخَلْق، أن خسئتم بالأمس و اليوم، و فاز المتوكلون على الخالق ولو بعد حين.
نعم، هناك أشياء كثيرة تضيع منا، و من المتتبعين، لا لشيء سوى لأنني قررت أن لا أكتب حولها لأسباب عديدة (لا أقلها أن تقلق راحة الناس و تزعزع عقيدتهم في أسلوب حياتهم، أو تُسبّب في سقوط القارئ في بركة سوء التأويل)، أو أنها قد تبدو لي أمرا عاديا، لا يحتاج إلى كل هذه الهالة الإعلامية .. لكن، سرعان ما أحتكم، و بعد مشقة تفكير مؤلمة، أنه إن كان هناك من وازع للكتابة فإنه علي أن أبْنيه على دعامتين:
- الأولى، هو أن أي حدث أو خبر يرصد أو يؤرخ لقصة نجاح فهو يندرج تحت عنوان نسبة الفضل إلى الله و التحدث بنعمه و شمائل ألطافه، مصداقا لقوله تعالى” و أما بنعمة ربك فحدث”، أو قول رسوله الكريم “إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده”.
- الثانية، لعلمي أن هناك من تستطيع كلمة واحدة أن تغير مسارهم بالكامل من سيء، طبعاً، إلى حسن .. أعرف أن الكثير من المواطنين استطاعوا أن يتعلموا شيئاً منا .. ولمثل هؤلاء أنا الآن بصدد رقن هذه الكلمات .. مصارهم يشرفني، و أعتبر ذلك التأثير صدقة جارية، تنقلني من خير إلى خير .. في المقابل، لا أخفي عليكم أنني أعرف أن من يكرهوننا — (حتى لا أختار فعلا آخر، لأن الذي يحسدك، حتماً يكرهك، أو يكره الخير الذي قد يسقط بالمظلية فوق رأسك أو بيتك)– لنجاحنا أكثر بكثير ممن يفرحون بفضل الله علينا .. لكن، هم خلق سنتركهم للخالق، و لن ننجر لما يريدون أن يجرنا إليه. و عموماً، أنا إن لم أنفع العباد، فهم قطعاً في أمن و مأمن من ضري و إساءتي
و ختاماً، دعوني أختم بما يلي: لكل يوم شروق، و لكل ليل نجومه، و لكل قرية حكاياتها، و لكل قصة بداية، و لكل حال لسان، و لكل وقت كلامه، و الكلام في وقعه و أثره تماما كالمطر، ينفع في زمانه، و يضر لو هطل خارج فصله.
فانتظرونا .. إن شاء الله.