فقط قولوا للناس من أنتم وماذا فعلتم بالميزانيات ..؟
قد أتفهم وجود رجال ونساء السلطة المحلية وهم ينتظرون قدوم سيول وادي كشكاط المرعبة إلى أحياء مدينة اليوسفية، وقد أبرر انتشار أفراد القوات المساعدة ورجال الوقاية المدنية، على جنبات الشوارع والأزقة، كون ذلك هو من صميم عملهم التنظيمي تجاه مواطنين مكلومين .. لكن، ما لم أفهمه حقيقة، هو وجود مستشارين جماعيين قضوا ببناية المجلس الحضري أكثر من عشر سنوات وأشرفوا على تدبير أكثر من عشر ميزانيات .. يوثقون السيول الجارفة بهواتفهم الإدارية الذكية ويبثونها عبر خاصية اللايف، كأنهم إعلاميون وليسوا مسؤولين بمؤسسة منتخبة تدبر الشأن المحلي من خلال ميزانية ضخمة وبرنامج عمل، المفروض فيه الحكامة وأجرأة التنفيذ .. والغريب أيضا أنهم يناقشون، في خانة التعليقات، مع مواطنين عقيدة القضاء والقدر، إلى درجة ان أحدهم شبّه وادي كشكاط بوباء كورونا الذي عجز العالم عن مقاومته، في محاولة منه لتبرير فشل التدابير الإجرائية والسياسات الاستثمارية في وضع حد بنيوي حقيقي لواد أضحت سيوله تؤرق المواطنين، خاصة بعدما ذهب ضحيته رضوان البوعزيزي وابنته سناء رحمهما الله.
اليوسفيون ملوا من تعويم الخطابات وترويج الوهم والإفراط في (الشفوي)، بعد أن مرت سنوات وعقود من الزمن دون أن نرى هذه الوعود الكاذبة تمشي منتصبة على الأرض.
كفى إذن من وضع المساحيق لتجميل واقع بئيس يتقاسم بؤسه ومرارته مئات الآلاف من ساكنة المدينة والإقليم ..!
فقط قولوا للناس من أنتم .. ؟!