حول مواقع “الضسارة” المتجاوزة للأخلاقيات والقوانين ..!
لن نسمي أصحاب المواقع العبثية والمتمردة في خطوطها التحريرية، أو حتى التي تعبر عن نفسها في القنوات التلفزية المغربية أو العربية، مهنيين، فما ترجمته مواقفهم أصبح يبعث على الشفقة لإصرارهم على التعليق والنقد اللامسؤول، الذي يتخذ من لغة الهجوم الأعمى سلاحا ضد خصومهم في الدولة والمجتمع والاقتصاد والثقافة، هؤلاء الذين أصبحت وجوه بعضهم لدى من يتابع “ضسارة” هذه المواقع، أنها تملك من الوعي ما يساعد المغاربة على إدراك وتفهم ما يجري في الوطن على كافة الأصعدة بعيدا عن سمومها وعبثيتها.
إن هذه المواقع التي تحترف اليوم هذا التوجه النقدي الفوضوي لا يخرج عن الذين تمولهم الجهات الأجنبية المعروفة بعدائها الصريح للوطن ومؤسساته وقيمه وقوانينه، التي تظهر لإثارة المغاربة بأنها فعلا تتموقع في خانة المعارضة الصحفية .. خصوصا، في الخارج التي تحول بعض أصحابها إلى محللين اقتصاديين وسياسيين، وبمستوى من الحرية في الحوار، يكاد يتجاوز ذوي الاختصاص والمعرفة المتعارف عليها بالهجوم على الرموز والمقدسات، ودون تحديد للمسؤولين المعنيين بالقضايا التي يتناولونها في متابعاتهم.
لا أحد يختلف مع المتابعات التي تستهدف فضح المسكوت عنه في القضايا المطروحة في جميع القطاعات، والكشف عن مظاهر التقصير وسوء التعاطي والتأخر في معالجة أسبابها ونتائجها .. لكن، أن تتحول هذه المواقع إلى منصات للقذف الغير المسؤول، والمس بما لا يجب إعلاميا وصحفيا، فهذا يحول هذه المواقع عن الأهداف النقدية والتقويمية والتنويرية التي يجب أن تكون عليها .. ونظن في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن الخروج عن المألوف وسقف المناخ في المتابعة والفضح والنقد يحولها كما أشرنا إلى منصات معادية مكشوفة تعمل لفائدة مموليها وموجهيها وموسيقى خطابها، سواء في الداخل والخارج .. الذين يترقبون ويتحينون مثل هذه الفرص لتمرير أحقادهم وسموهم ضد الوطن والمواطنين.
ليس في الصحافة والإعلام على مستوى الأخلاقيات المهنية ما يشرعن مثل هذه السلوكات المنحرفة، التي يفتقد أصحابها مشروعية اللجوء إليها وتصنيفها ضمن الإعلام والصحافة المخدومة والمأجورة، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه أصحاب هذه المواقع الاجتماعية التي تهاجم أكثر ما تقوم بعملها بالمهنية والموضوعية التي تتطلبها القضايا والمشاكل التي يتناولونها، فليس كل متابعة صحفية وإعلامية جادة ومطلوبة، إذا كانت تفتقر إلى أبسط مقومات المنتوج الصحفي والإعلامي، حتى ولو كان معارضا .. علما، أن الرأي المعارض في النظام الديمقراطي أو الذي يحاول أن يكون كذلك لا يكسب عناصر قوية بالتضليل والكذب والقذف والمبالغة.
في الختام، نقول لأصحاب هذه المنصات، كفى من اللعب الغير النظيف وتحريف العمل الصحفي والإعلامي عن أهدافه المشروعة، وحتى وإن كان لا مفر منه فعليه احترام الآخر والرهان على المهنية والموضوعية والنزاهة في التعبير عن نفسه، وتجب هذه الأساليب التي لا تخدم عدالة المواقف التي يراد التعبير عنها عبر هذه المواقع الاجتماعية التي تحتاج دائما إلى الوضوح والمعرفة في تعاطيها مع قضايا الوطن.