نحن في المواجهة مع وباء كورونا يامحترفي القذف المأجور والفاضح ..!
لم نكن في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، مضطرين للخوض في المعارك الجانبية المفتوحة من قبل أصحاب القنوات الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي، الذين أصبحوا متخصصين في القذف المجاني والمأجور والفضح الانتقامي في القضايا التي يتناولونها، كأن المغاربة في معيشهم اليومي في حاجة إلى هذه “الضسارة وقلة الحيا” التي يمارسها هؤلاء الباحثين عن “البوز”، بدل أن يساهموا في تنوير المتابعين للأحقاد والسموم التي ينشرونها بمخاطر كورونا وتداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وتوجيه النصائح والإرشادات عبر استضافة الأطباء والمثقفين وجميع المهتمين بالوضع الحالي للبلاد، والرفع من معنويات المواطنين المغاربة ضد هذا الوباء العالمي.
لسنا في المستقلة بريس، ضد النقد والفضح المسؤول، فما أحوجنا إلى ذلك بالنظر إلى ما يحبل به واقعنا من القضايا المتعلقة بالفساد، التي تحتاج إلى يقظة الرأي العام الوطني، والمواجهة المواطنة للمسؤولين عنها .. لكن، طبيعة المعركة ضد وباء كورونا تشكل الأولوية .. لأجل ذلك، ومن موقعنا في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، الحريصة على الانخراط التعبوي والتنويري والوطني في مواجهة هذه الجائحة العالمية المدمرة للحق في الحياة، ما يهمنا هو توقف أصحاب القنوات والمنصات عن هذا الاندفاع الغير مرغوب فيه حاليا في النبش في الأعراض والمقدسات، وتوجيه البوصلة إلى مخاطر هذا الوباء الفيروسي الذي يهدد المواطنين المغاربة، وتناول قضايا الفساد الاقتصادي والأخلاقي والسياسي في إطار هذه المعركة، والتخلي عن الرهان المادي منها، وتوظيف الحماس لتعرية الفساد السائد من خلال هذا المنظور المأجور والفضائحي لهؤلاء الذين يتحدثون في جميع المواضيع، الذين عليهم وقف حملاتهم الإعلامية التقليدية، وأن يوظفوا قنواتهم ومنصاتهم الاجتماعية لتقوية روح التعبئة الوطنية، والتنويه بالخطوات الاحترازية وكافة الإجراءات ونواهي التدخل المادي والمعنوي، الذي يقوم به جميع المغاربة لتحصين الصحة العامة، وإنجاح معركة مواجهة وباء كورونا الذي تواجهه بلادنا كغيرها من الدول المتأثرة به، وأن يأخذوا العبرة من جلالة الملك، محمد السادس حفظه اللـه وأيده، الذي ترجم تدخله المباشر في إنجاح المواجهة وبمبادرات استباقية رائدة، سواء في الارتقاء بتدخل الجهات الحكومية، أو بالمساهمة في التقليل من تداعيات الوباء، في دعم فقراء الوطن المحتاجين إلى المساعدة والتضامن، والعفو على بعض السجناء مؤخرا.
إن الظرفية الراهنة تستدعي من العاملين في الحقل الصحفي والإعلامي بكافة وسائطه، الابتعاد عن نهج أثرياء الأزمات الذين يتحركون كخفافيش في المناطق المهجورة لامتصاص دماء الأبرياء، والركوب على الأحداث لمراكمة أرباحهم من خردة الأخبار والإشاعات والانتقادات اللامسؤولة، التي تقلل الإحساس بالمسؤولية والمواطنة، وتقوي مشاعر الحقد والغضب والتذمر التي لا حاجة لمجتمعنا بها في هذه الظروف الاستثنائية، التي يجب أن توظف فيها كل الطاقات والإمكانيات في المعركة ضد هذا الوباء العالمي القاتل، الذي لا يزال وراء الأرقام المرعبة في الإصابات والوفيات حتى في الدول المتقدمة، فبالأحرى في شروط واقعنا التي نعرف فيها جميعا طبيعة اختلالاتها المرضية الملموسة.
الخلاصة، أن الذين يصرون على الخوض في المعارك الجانبية، وفي القضايا التي يعرف المغاربة خلفياتها، كملف (حمزة مون بيبي) التي كثر فيها المتدخلون بما فيهم الفضوليون والمؤلفة قلوبهم من المتشبعين بثقافة “تعمار الشوارج” في القضايا المعروضة على القضاء، التي تقتضي الفصل القضائي النهائي، والتي أصبح الخوض فيها مستباحا، وبلغة الصرف الصحي المباشر، سواء في الداخل أو الخارج كأن المغاربة لا يعرفون معظلة الفساد الذي تنوع وتطور في جميع المجالات، والذي يجب فضح حاضنته الطبقية والبيئية بكل الوسائل القانونية المتاحة، وحتى تكون خرجات هؤلاء في خدمة المعركة ضد فيروس كورونا .. لذا، نهمس في آذان الجميع أن يتقوا اللـه في سمعة الوطن وكرامة أبنائه، وأن لا يتسرعوا في أحكام القضايا قبل المحاكم، وأن يسخروا أقلامهم وكاميراتهم لهذه الجائحة التي أصبحنا كغيرنا من شعوب العالم نواجه تداعياتها الكارثية، ولو بتوجيه النصائح للمواطنين، حتى يكونوا ضمن (رجال ونساء الجيش الأبيض) رجال ونساء الصحة والأمن الوطني والجيش الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ورجال ونساء السلطة وأعوانها، الذين يوجدون في الواجهة ضد هذا الوباء القاتل، والذين يطبقون التوجيهات والتدابير لاحتواء انتشار فيروس كورونا وتداعياته .. الذين يستحقون منا جميعا كل التنويه والتقدير والتشجيع.