ذ. عادل فتحي
الإشاعة ظاهرة اجتماعية سلبية وخطيرة، نظرا لما لها من آثار مدمرة على مستوى الفرد والمجتمع والأمم والشعوب .. فآثارها الضارة متعددة منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والعسكرية، حيث تكمن خطورتها في كونها تخترق العقل، فلا يمكن الحديث عن الإشاعة دون طرح مجموعة من الأسئلة تخص صعوبة تعريفها لتمييزها عن بعض الظواهر المتشابهة، كالتشهير الذي يظل مصدره معروف إلى جانب أسئلة أخرى تهم من يؤلفها ومن ينشرها ومن يصدقها.
ماهي أنواع واشكال الإشاعة ..؟
هي قديمة تتطور بتطور وسائل التواصل الاجتماعي وتطور السينما في بعض الحالات، الأمر الذي يفرض التفكير في الوقاية منها لما لها من ارتباط بضعف التعليم والتكوين والفراغ الذي يصيب البشرية في الوقت الراهن، جراء الفوضى التي يعيشها العالم على جميع المستويات.
وفي إطار مد جسور التواصل الإيجابي بين الأمم والشعوب، وبين الأفراد في أفق خلق بيئة لدعم السلم والأمن الدوليين، ولأجل محاربة كافة مسببات تفشي الإشاعة، نقترح على الأمم المتحدة بجميع أجهزتها تخصيص يوم عالمي جديد للاحتفاء بمكافحة الإشاعة والوقاية من آثارها المدمرة على الفرد والمجتمع، كآفة تفوق خطورتها أسلحة الدمار الشامل، نظرا لما تخلفه من ضحايا مرئيين وغير مرئيين. وسيكون الاحتفاء العالمي بهذا اليوم مناسبة لدعوة الأمم والشعوب للرفع من جودة قطاع تعليمهم حتى يستطيع مستقبلي الإشاعة تحليلها وتمحيصها .. وبالتالي، منع مؤلفيها المجهولين من بلوغ مبتغاهم الرديء والشرير.
ومن باب التلخيص وليس الخلاصة، و وسط إغراق المجتمعات بالإشاعة، نتيجة الاستغلال السلبي لحرية التعبير، إلى جانب غياب قوانين واضحة للحصول على المعلومة لدى جل الأمم والشعوب، فإننا نتشبث للمرة الثانية بضرورة الاحتفاء بيوم عالمي لمكافحة الإشاعة، سيما وأن الأمم المتحدة لم تسلم بدورها من هاته الآفة، علما أن هناك خيط رفيع يربط بين النقد والإشاعة.