نداء إلى ساكنة جماعة الورتزاغ
ذ. عبد اللـه عزوزي
تدوينة هذا الصباح هي أقرب إلى “نداء إلى ساكنة جماعة الورتزاغ، خاصة المستفيدة من مشروع التشجير ” و من ورائهم القائمين على مخطط المغرب الأخضر، منها إلى تدوينة بمفهومها الكلاسيكي :
أنا هنا لألفت انتباه شباب دواوير عين بوشريك و أمزو و باب زريبة و مزاورو، و أولاد موسى، من خلال كافة المجموعات و المنتديات التي ينشطون فيها على الفايسبوك، إلى خطورة ظاهرة الرعي الجائر الذي يمارسه بعض سكان هذه الدواوير على أشجار مشروع الزيتون الذي كان قد أشرفت عليه وزارة الفلاحة بتمويل من الاتحاد الأوروبي و برنامج تحدي الألفية (Millennium Development Goals)٫ في إطار رؤية المغرب الأخضر .. إذ، بلغني مؤخرا أن مالكي الأبقار و الأغنام يرعون مواشيهم بتلك الحقول المجاورة لتجمعاتهم السكنية، “كالجلوني”، “ظهر السوق”، “هوتة الشهب”،” الرحالية”، “الغيران”، “الرقاع”، “تاغلالت” و “باب الجمعة”.
فلقد أصبح من الواجب لفت انتباه الساكنة إلى أهمية الأشجار في الحفاظ على التوازن الإيكولوجي الذي يضمن تجنب ظاهرة الجفاف و التصحر، و يعمل على انتظام التساقطات، و الإبقاء على اعتدال الجو، و احتواء ظاهرة الاحتباس الحراري (وما أهوال الفياضانات الأخيرة التي أودت بحياة العديد من المواطنين الأبرياء قبل بضعة أسابيع ببعيدة) ..!
هذا، دون نسيان أهمية قيم النبل و التضامن و احترام حرمة الأملاك و الأراضي، و قبل كل هذا و ذاك، العلاقات الإنسانية و حسن الجوار، المتمثل في العيش المشترك؛ مع ضرورة احترام البيئة و تشجيع الغطاء الغابوي من خلال السماح بالنمو السليم و السريع لشجيرات الزيتون .. أظن أن الموضوع يستحق أن يبقى في واجهة الاهتمام لمدة من الزمن على الأقل، و أن يتشاركه الشباب مع أسرهم لنشر ثقافة الصداقة مع البيئة والرفع من جودة العلاقة بين ساكنة الدواوير التي تنبني على احترام أملاك الغير.
و ما قيل بخصوص التدهور الذي بدا يطال مشروع أشجار الزيتون المثمرة، و الذي ستخلف الساكنة موعدها مع البيئة الآمنة ما لم تحميه و ترعاه (من الرعاية، و ليس الرعي)، يقال على الأضرار التي تُلْحقُها ساكنة الجماعة بالغابات المجاورة، من قطع متعمد و متواصل للأشجار التي يربو عمرها عن 40 سنةً .. و ليتصور الذين تسول لهم أنفسهم ذلك، أن تلك الضربات التي يثبتونها في جذوع الأشجار إنما هي ضربات في نحور الأجيال القادمة، و لا شك.
فلله الشكر من قبل و من بعد، و منه النصر و التوفيق، و السلام عليكم.