د. نجاة الكص
من بين الأشياء التي تدمر الإنسان، التفكير في الماضي والتركيز على العيش عبثا على ما مضى وانتهى، فمن المؤسف والمؤلم أن يقع الإنسان في فخ العيش على أطلال الماضي ويضيع عليه فرصة الاستمتاع بحاضره والانشغال بالتخطيط لمستقبله، و وضع أهداف عالية يشتغل عليها .. فقط، علينا أن نأخذ العبرة والدروس من الماضي لأنه ولى وانتهى بحلوه ومره ولن يعود أبدا.
ومن الأشياء التي تدمر الإنسان, انشغاله بالآخرين وبتفاصيل حياتهم ومراقبتهم في كل صغيرة و كبيرة، مع تصيد عثراتهم، بدل اهتمام كل إنسان بنفسه وإصلاح عيوبها، وما أعوج منها وتغييرها وتنمية وتطوير العقل والفكر والروح والجسد ليتحقق التوازن بين مكونات الإنسان.
على الإنسان منا بدل الانشغال بالآخرين، التركيز على نفسه بتعلم مهارات أخرى واكتساب قدرات جديدة تفيده في حياته، خاصة أن تغيير ما يحيط بنا رهين بإصلاح دواخلنا .. فالتغيير الحقيقي والمعول عليه هو الذي يبدأ أولا وأخيرا بتغيير ذواتنا وأنفسنا بكل ما هو إيجابي ومفيد لنا ولأسرنا وأبنائنا ومحيطنا ومجتمعنا.
لذا، فكلنا مطالبون أن نتعلم كيف نضرب صفحا على الماضي، كي لا نُضَيعَ الاستفادة من الحاضر، وأيضا حتى لا ننشغل عن وضع خططنا وأهدافنا الإيجابية للمستقبل والعمل على تحقيقها .. وكلنا مدعوون أيضا بترك الخلق للخالق والاشتغال على أنفسنا، بدل قتل وقتنا .. و بالتالي حياتنا، فيما لا طائل من ورائه