خرج فريقنا الوطني لكرة القدم من مسابقة كأس إفريقيا للأمم رغم وصوله إلى الدور الثاني بالاستحقاق الكروي عبر فوزه بالمباريات الثلاثة، وكان الخروج بضربات الجزاء، وأمام فريق لا يتوفر حتى على عشر المؤهلات التي يمتلكها الفريق الوطني، الذي كانت ترشحه كل التوقعات للذهاب بعيدا في هذه الكأس الإفريقية.
في عالم كرة القدم اليوم لم يعد مقبولا الاعتقاد بإمكانية الانتصار على الخصم بدون امتلاك شروطه، كما أن الكرة الإفريقية أصبحت متقدمة، ولم تعد فيها الفرق القوية التي لا يمكن أن تهزم أمام الفرق المغمورة أو الصاعدة، وهذا ما ينطبق على البنين التي تمكنت من المرور للدور الثاني بعد ثلاث تعادلات، وتتوفر على فريق شاب أبرز مواهبه أمام فريقنا المرشح للفوز في المقابلة .. ونعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن المدري الوطني رونار لم يكن يعرف الفريق الخصم، ولم يعرف كيف يواجه خطته الدفاعية التي حرمت مهاجمي فريقنا من الوصول إلى الشبكة.
إن شريط المقابلة يوضح بالملموس فشل الفريق الوطني في التعاطي مع خطة البنين الدفاعية، وضياع تفكير المهاجمين المغاربة، وغياب التوجيه من المدرب الكفيل بتحقيق التفوق حتى بعد طرد لاعب من الفريق الخصم، وعجز المهاجم حكيم زيياش على أداء مهمته كما كان منتظرا منه، واتضاح ضعفه في اللعب مع بقية أعضاء الفريق، والتسديد للمرمى بالفعالية والقوة التي يمتلكها، وهذا ما لم ينتبه إليه المدرب رونار خلال أطوار المقابلة، ولم يلجأ إلى تعويضه لتدارك النقص في الهجوم الذي لم يساير أو يتقدم على الخطة الدفاعية للبنين.
نعم خرجنا بضربات الحظ التي يتبين أن جل اللاعبين لم يتدربوا عليها .. وهذا الحظ المفضوح يتحمل مسؤوليته المدرب الوطني، وهذا ما يجعل القول صحيحا بأن الرحيل المبكر للفريق الوطني يتحمله المدرب الذي كان عليه الاعتراف بهذه الكارثة الكروية، وعلى الجامعة أيضا، أن تخرج عن صمتها لتوضيح المسكوت عنه في كل مراحل الاستعداد والتأهيل لهذه المسابقة القارية الإفريقية.
لن نغلق النقاش أيضا حول سلبية التعاطي الإعلامي الوطني الذي لم يخرج عن التسويق الدعائي المعتاد الذي حرم فيه المغاربة من التتبع والتقييم الموضوعي لإمكانيات الفريق الوطني، وما يجب أن يتم القيام به لتجاوز عناصر الضعف التي عاينها المغاربة في المقابلات التي أجراها الفريق في الدور الأول، ناهيك عن عدم التواصل مع المواطنين المغاربة أثناء مرحلة الاستعداد لهذه الكأس من قبل كافة المسؤولين.