نكاد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، المؤمنة حتى النخاع بالتعددية النقابية والحزبية التسليم بخلفية السيد وزير الثقافة والاتصال السياسية والحزبية، التي يترجمها في حواراته المباشرة مع أطياف العمل النقابي في قطاع الاتصال، التي كانت مصادرة ومغيبة في عهد من سبقوه إلى وزارة الاتصال، وإلى إبراز حسن النية والتعاون مع من يشتغل ويجتهد في المشهد النقابي لصالح الفاعلين في جميع المجالات، سواء النقابية أو القانونية أو التأهيلية.
إن فتح الحوار مع النقابات لمعالجة المشاكل ودراسة الملفات المطلبية، يشكل خطوة جبارة لم تكن متاحة للنقابات العاملة في القطاع من قبل .. كل هذا يبرهن عن وعي السيد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال بما يمكن للحوار مع جميع الفاعلين .. إذن، هنيئا للسيد وزير الثقافة والاتصال على ترجمة التزامه لفضيلة الحوار الذي كاد أن يكون أحاديا في عهد من سبقوه إلى حمل حقيبة الوزارة الوصية على قطاع الاتصال، والذي نتمنى أن يفعل بعد اتضاح عيوب القوانين الجديدة، وإعادة استدعاء اللجنة العلمية التي صاغت منظومة القوانين، مع تفعيل المقاربة التشاركية في تشكيلتها (اللجنة) التي اعتمدت على معيار التمثيلية للمهنيين، والذي حصره مصطفى الخلفي، الوزير السابق في الاتصال في النقابة الوطنية للصحافة المغربية فقط بالنسبة للصحافيين، حتى تتمكن هذه اللجنة من تصحيح أخطاء وتقويم الأعطاب التي جاءت في القوانين الجديدة المطعون في شرعية بعض موادها وفصولها وأبوابها، في أفق تقديمها مرة أخرى للبرلمان لمناقشتها والمصادقة عليها.
إن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إذ تطالب بهذه الجوانب الأساسية لإصلاح ما وقع فيه البرلمان السابق، وبالأغلبية التي كان يقودها عبد الإله بن كيران، تسجل للوزير الحالي للاتصال هذه الخطوة في تكريس فضيلة الحوار مع الجميع .. ونتمنى أن لا يقف عند التعبير عن الاستعداد، بل إلى تحقيق النتائج المطلوبة منه، كما عبر عن ذلك في عدة لقاءات مع الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، حول ملفها المطلبي الذي لا زالت بعض نقطه لم تتم الاستجابة لها .. ومنها:
* إعادة النظر في مساطر توزيع الدعم والإشهار.
* تقليص مساحة الريع في الاستفادة من المجالات التي تساهم في قوة استقرار المقاولة وتطوير إنتاجها ودورها في المشهد الصحفي والإعلامي الوطني.
* تسهيلات في متح القروض.
* التمثيل النقابي في المنظمات الدولية، كالمجلس الدولي لحقوق الإنسان.
* المشاركة في صياغة التقرير السنوي حول النهوض بالحريات الصحفية.
إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إذ نسجل هذا التوجه الوازن للسيد الوزير في الانفتاح على كل مكونات المشهد الصحفي والنقابي الوطني، لا زلنا نتطلع إلى تعميم ذلك مع بعض شركائنا الذين لا يزالون يتمتعون ببعض الامتيازات، وحرمان الآخرين منها كتسيير نوادي وبيوت وخيمات الصحافة على الصعيد الوطني .. البحث عن صيغ جديدة للتحفيز الصحفي والإعلامي، يمكن أن يسمح بالقضاء على المحسوبية الحزبية والنقابية التي يستفيد منها البعض .. ولنا اليقين في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن السيد الوزير المحترم بغض النظر عن كل ملاحظاتنا الموضوعية، سوف لن يتأخر في ترجمة إيمانه بالمشروعية الدستورية التي تجسدها التعددية الحزبية والنقابية التي يقوم عليها نظامنا منذ حصوله على الاستقلال.