بيان استنكاري مشترك موجه لمن يهمهم الأمر
الحق في تأسيس الجمعيات .. خط أحمر أيها الباشا القادم من سنوات الرصاص .. !
ـــ على إثر الشطط في استعمال السلطة، الذي تعامل به باشا مدينة ابن سليمان، مع الكاتب الإقليمي للمنتدى الوطني لحقوق الإنسان لإقليم ابن سليمان، ومن خلاله مع كل مكونات المنتدى الوطني لحقوق الإنسان؛
ـــ وحيث إن تصرف رجل السلطة هذا، يعد تصرفا نشازا، بل ويشكل خرقا سافرا، لكل القوانين الجاري بها العمل، والضوابط الإدارية والمسطرية المتعلقة بالحق في تأسيس الجمعيات، وضربا لكل المكتسبات الحقوقية التي عرفها المغرب، تحت الرعاية السامية لملكنا المنصور بالله؛
ـــ وحيث إن استبداد هذا الباشا وطغيانه، يمس بمثلث متوازي الأضلاع، يتكون من الإدارة والمنتخب والمجتمع المدني؛
ـــ وحيث إن هذا السلوك غير المفهوم، والمتمثل في رفضه على امتداد العملية التي عرفها الجمع العام التأسيسي للمكتب الإقليمي لابن سليمان، بما في ذلك، امتناعه عن تسلم الرسالة الإخبارية بعقد الجمع العام التأسيس المذكور أعلاه، وامتناعه غير المبرر وغير المعلل لتسلم الملف التأسيسي المتعلق بالمكتب الإقليمي المشار إليه أعلاه .. امتناع لا يمكن أن يفسر إلا بشيء من اثنين، لا ثالث لهما:
1 ــ فإما أن هذا الباشا المتسلط، لا علم له بما يعرفه المغرب من تقدم في مجال الحريات العامة، وبالتالي فالمسكين، لم يسبق له أن سمع بمبادئ من تقبيل ” الحكامة الجيدة”، و”الذكاء الترابي”، “والدمقراطية التشاركية”، و”تخليق الإدارة”، و”إدارة القرب”، و”انفتاح الإدارة ــ بما في ذلك الترابية ــ على محيطها”؛ ولا سمع بقواعد قانونية أو فقهية، نذكر منها ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ “لا اجتهاد مع نص”، و”إلزام الإدارة بتعليل قراراتها”، و”المفهوم الجديد والمتجدد للسلطة”.. إلخ؛
2 ــ وإما أنه على علم ودراية بكل ذلك .. ومع ذلك، فإنه يحن إلى سنوات الرصاص، ويعمل جاهدا إلى جر وطننا العزيز إلى سنوات ولت من غير رجعة؛
وفي كلتا الحالتين، فإن هذا الباشا المتسلط وأمثاله، هم من يهددون استقرار البلاد، ويضعونها فوق صفيح ساخن؛
ـــ وعليه فإننا وفي إطار الشراكة التي تجمع كلا من المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، والنقابة المغربية المستقلة لقطاعات البناء والإسكان والتعمير والتنمية المجالية (SMASHU)، والتي تترأس اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب (USAM )، ونحن نذكر هذا الباشا القادم، من عصر الفيودالية الظالمة والمظلمة، نجد أنفسنا مضطرين للإمساك بأُذُنه، وأُذُن من يسلك منهجه، والضغط عليها بقوة، علَّهم جميعا ينصتون لصوت جلالة الملك، والذي بادر منذ ثلاثة أشهر من اعتلائه العرش العلوي المجيد، بكل حرص، على وضع الإطار المرجعي و الفلسفي لطبيعة الحكم في القادم من السنوات، مع ترسيخ دولة الحق والقانون وتعزيز الديمقراطية، وضمان نجاح الانفتاح الاقتصادي للعهد الجديد، بمقاربة تعطي مفهوما جديدا للسلطة، بعيدا عن السلوكات الماضاوية، و أساليب رجال السلطة التي كان يحكمها التسلط و الخطاب الفوقي، و الهواجس الأمنية، إلى إشراكهم في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية .. غير مفوت حفظه الله الفرصة، لتوجيه تعليماته السامية، وتوجيهاته الرشيدة إلى رجال السلطة ــ كلما سنحت الفرصة بذلك ــ قصد الانخراط في ورش كبير اسمه “تصالح الدولة من مواطنيها”؛ حيث جاء في إحدى خطبه القيمة نصره الله، ما يلي: (… على أن المفهوم الجديد للسلطة، الذي أطلقناه، في خطابنا المؤسس له، بالدار البيضاء، في أكتوبر 1999، يظل ساري المفعول، فهو ليس إجراء ظرفيا لمرحلة عابرة، أو مقولة للاستهلاك، وإنما هو مذهب في الحكم، مطبوع بالتفعيل المستمر، والالتزام الدائم بروحه ومنطوقه، كما أنه ليس تصورا جزئيا، يقتصر على الإدارة الترابية، وإنما هو مفهوم شامل وملزم لكل سلطات الدولة وأجهزتها، تنفيذية كانت أو نيابية أو قضائية )؛
وعليه، ولجما لهذا الباشا الطاغية، الذي لا يشرف الإدارة الترابية، ولا يملك حس الانخراط في منظومة المفهوم الجديد للسلطة، التي سطرها عاهل البلاد، المؤيد بالله؛
فإن المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، والنقابة المغربية المستقلة لقطاعات البناء والإسكان والتعمير والتنمية المجالية (SMASHU) :
1/ يستنكران بشدة التصرف اللامسؤول لهذا الباشا “اللامسؤول”، والذي أبى إلا أن يُسوِّق لأعداء وحدتنا الترابية، صورة سيئة عن حال حقوق الإنسان في المغرب؛ برفضه تسلم الملف التأسيسي للمكتب الإقليمي للمنتدى الوطني لحقوق الإنسان بابن سليمان؛
2/ يدعوان كلا من السيد عامل إقليم ابن سليمان، وكذا السيد والي جهة الدار البيضاء ـ سطات، إلى أن يحملا هذا الباشا المتعجرف كل مسؤولياته فيما يتعلق باحترام المقتضيات القانونية، وعلى رأسها ظهير الحق في تأسيس الحريات، بعيدا عن أي اجتهادات أو تأويلات مع وجود نص، حماية لمرتكزات دولة الحق والقانون، وتفعيلا للخطب الملكية السامية في هذا الإطار؛
3/ يتمسكان بحق المكتب الإقليمي للمنتدى الوطني لحقوق الإنسان بابن سليمان، في وضع الرسالة المتعلقة بالملف التأسيسي لدى السلطات ذات الاختصاص، وذلك مقابل إشعار باستلام، مع تمكينهم من الوصل المؤقت على الفور؛
4/ يعلنان استعدادهما الكامل، لسلك كل الطرق المشروعة، لإسماع صوتهما لدى أعلى سلطة في البلاد؛
5/ يعاهدان كل الضمائر الحية، والأقلام الحرة، والقوى الوطنية، على أن يظلا دائميْ الإنصات وبكل اهتمام لنبض الشارع المغربي، إحقاقا للحق، ومقاومة لكل ما من شأنه أن يمس بأي حق من حقوق الإنسان، ودفاعا عن المظلومين، وقطعا للطريق لكل شطط أو تسلط أو تطاول على المكتسبات والحقوق؛
رئيس المنتدى الوطني لحقوق الإنسان
الكاتب العام الوطني لنقابة سماتشو
د. محمد أنين ذ. محمد مرفوق