عن الإلحاد العدمي و وهم التنوير الذاتي ..!
لا يزال المدون سعيد بن جبلي يحاور نفسه حول الكثير من القضايا الخلافية في الفكر الديني عموما، والإسلامي خصوصا، دون أن يتمكن من إقناع من يتابع هذيانه وشطحاته الفقهية والفلسفية المناهضة للعقل الجمعي الديني السائد، عوض أن يشغل مهاراته في التنوير الذي يناقش قضايا الحرية والديمقراطية والتنمية المرتبطة بالاجتهادات الفردية والمؤسساتية التي يمكن الكشف عن انزلاقاتها ومغالطاتها وتناقضاتها، إن وجدت في متنها النصي أو التطبيقي.
ما نطرحه اليوم، وفي الحوار المفتوح مع المدون بن جبلي هو المنهجية التي وظفها في حواره على سياسة خالف تعرف لتلميع صورته ونجوميته المهزوزة، التي تتكلم في كل شيء دون أن تحسم فيها أو تطرح مواقفها منها، وحتى لا نصادر فضولك المعرفي يا سعيد .. نقول لك من موقع الرأي والرأي المخالف، أن ما عبرت عنه في قضايا التوحيد والخلق والتواب والعقاب لم يشكل أي جديد فيما عبر عنه المفسرون والمفكرون والأئمة والفلاسفة في كل الأديان السماوية.
إن اعتبارك الإيمان بما جاءت به الأديان مجرد خدع وهمية وخرافية لا يمكن تقويم فراغاتها المذهبية والدعوية .. وبالتالي، ليست سوى نظريات لاعقلانية ولا منطقية غير قادرة على إثبات صدقيتها التي تفضحها المعرفة الإنسانية العلمية .. لذلك، فإن ما عبرت عنه في هذه الفيديوهات حول ما تؤمن به لا يمكنها إقناعك، فبالأحرى أن تكون مدخلا نحو المعرفة أو الإيمان الديني بالنسبة للآخرين أو المختلفين معك، وحتى هذه المعرفة التي توظفها كسلاح في معاركك مع من يختلفون معك في التفسير والتحليل والتعليق حول النصوص الدينية لا تستطيع الانتصار فيها على جهلك المعرفي والفكري والفلسفي الذي تحول مع شطحاتك إلى مجرد افتراء واستعراض غير متوازن وملائم مع الأسئلة المطروحة حول مضامين القضايا الخلافية التي تطوعت لمناقشتها.
إنك يا أخ بن جبلي تسبح في مستنقع لا مخرج لك منه، لا في مجال الإقناع أو الاختلاف مع خصومك من سائر الأطياف الدينية والفكرية والفلسفية، ويكفي أنك لا تملك القدرة على التنوير الذاتي لإنهاء مسار هذه الحروب المقدسة التي لا شك أنك مقتنع بفشلها في هذا المضمار الديني، خاصة الذي تدرك فيه أهمية الإيمان الذي لا حاجة لك فيه إلى هذا التخليق في الاجتهادات الفكرية والفلسفية والفقهية التي تتمدد مساحاتها حسب درجة الحوار القائم بينها كتوجهات ومذاهب ونظريات.
لسنا في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، من هواة خوض المعارك الجانبية مع الأشخاص أو المؤسسات، وإن كنت تبحث عن تلميع نفسك في هذه الهرطقة والزندقة الفكرية والفلسفية والدينية .. وإلى حين تراجعك عن هذه المعارك الفاشلة، نهمس في أذنك بأن النقيضين لا يلتقيان إذا كانا في خطين متوازيين ومن نقطتي انطلاق مختلفتين.