* مصطفى هادي
برنامج وطني بكل المقاييس، عقدت عليه الحكومة السابقة أملا كبيرا لإيقاف زحف بطالة حاملي الإجازة على مدار ثلاث سنوات بالمغرب .. لكن، سرعان ما تبددت هذه الآمال مع مجيء حكومة السيد العثماني، ليتبين عجزها عن التصدي للبطالة، ومعها ينتهي حلم خريجي الفوج الأول 2016 من هذا البرنامج.
يعيش الآن حاملوا شهادة الكفاءة وسط تيه سياسي، بين من يرى ضرورة تشغيل أطر هذا الفوج لإنجاح مخرجات برنامج وطني جريء والاستمرار في إطلاق تكوين باقي الفوجين، وبين من يصرح بين الفينة والأخرى أن : جل هذه الأطر تشتغل وبخاصة في ميدان التربية والتكوين .. لكن، الواقع يكذب هؤلاء و أولائك.
وما هي إلا أيام وشهور حتى برزت الحقيقة على سطح أكاديمية جهة فاس / مكناس، حيث أخبرت بجلاء و وضوح أن اطر الكفاءة المهنية بزيها السماوي تعانق السماء وتتوعد بالانتحار، أمام هذا البؤس والحيف الذي طالها من حكومة تقاطرت عليها رسائل مكتوبة، وأخرى عبر وقفات احتجاجية أمام البرلمان وجل الوزارات، ومختلف الولايات والعمالات والمجالس الجهوية، من كافة التنسيقيات المحلية والجهوية لخريجي هذا البرنامج، تطالبها بإنصاف أعمارها وتتويج كفاءتها بتشغيل يضمن كرامتها ويعطي مصداقية وفعالية للبرنامج الوطني تأهيل 25 ألف من حاملي الإجازة الحاصلين على شهادة الكفاءة المهنية في فوجه الأول الذي يقارب 9000 متخرج .. فهل الحكومة ماضية في إهدار أعمار الثروة البشرية ذات الكفاءة، وتكريس تجاهلها لوضعية الخريجين مع تماديها في الإسرار على الزج بهم في سراديب المجهول ..؟ أم أنها تنتظر صدمة كبرى كصدمة المكفوفين حتى تجند أجندتها لحل أزمة أطر الكفاءة المهنية الذين يعيشون تحت ويلات العطالة القسرية المفروضة عليهم من برنامج صنعته حكومة لحل أزمة البطالة، و وظفته حكومة أخرى من أجل تجاذب سياسي لا يراعي نفسية هذه الأطر التي تعيش تحت خط اليأس ..؟
*من خرجي البرنامج الوطني 25 ألف إطار
