ما كان بالإمكان الرد على الفنان البشير السكيرج لولا تجاوزه لأبسط القوانين المنظمة للحريات في الوطن، بما فيها الدستور، وباللغة التي لاتليق به كفنان يحترم رسالة الفن الحضارية والثقافية، إن لم يكن قد مسه مرض الخرف أو (الزهيمر) مبكرا .. ناهيك عن الثرثرة المعروف بها التي تجاوزت في عبثيتها العفنة كل الحدود التي تؤكد بالفعل حقيقة خلفيات التهريج الذي يمارسه في عروضه أمام الجمهور المغربي، فبالأحرى أن يمرر عبره موقفه السياسي المعارض، إن كان موجودا، فله ولغيره ممن يشوهون رسالة الفن والثقافة نقول إنكم لم تتعلموا من فن السخرية ما يسمح لكم بالنقد في مسيرتكم الفنية.
إن خرجتك يا السكيرج لم تكن موفقة في المس بالمقدسات الوطنية، وفي طليعتها شخص جلالة الملك، الذي يلتف حوله المغاربة بلا ضغوط ولا قيود، وقد أخطأت العنوان في مضمون خرجتك التي إن لم تسارع بنفيها وتكذيب من حاوروك حولها ستكون خارج إجماع المغاربة الذين يصنفونك بهذه العربدة ضمن خصومهم والخارجين عن الثوابت الوطنية والدستورية التي تجمعهم خلف جلالة الملك، وعليك أن لا تعتقد أنك بهذه الخرجة المنحرفة قد حققت إثارة الانتباه الجماهيري حولك .. وتأكد أن بناء الشهرة أو الحفاظ عليها لا يكون على حساب القيم والمبادئ الأخلاقية والوطنية التي تصون حقوق الإنسان والمجتمع والأفراد.
من حقك يا البشير في الدفاع عن براءتك مما نسب إليك، واتهام محاوريك على نشر الحوار الذي أنجزوه، و اعتبار ما بدر في أجوبتك على أسئلتهم مجرد كلام مفبرك إلى آخر قائمة الاتهامات الرخيصة .. لكن، الواقع يكذب ذلك ويجعلك في قفص الاتهام بصفة مباشرة حتى وإن ظهر لك عكس ذلك، وستفرز التحقيقات مع الذين نشروا “الفيديو” المسكوت عنه في هذه الخرجة التي وقعت فيها في المحظور ضد الرمزية والقيمة الدستورية والوطنية لجلالة الملك التي تتمتع بالوقار الدستوري في وجدان المغاربة .. وننصحك بعدم النفخ في دفوعاتك التي يفضحها لسانك كما جاء في “الفيديو”.
لسوء حظك يا السكيرج، أن من يسلكون هذا الطريق لتلميع وجودهم الاجتماعي يعرفون أنه طريق محفوف بالمخاطر، وأن اللعب بالنار وممارسة هذا النموذج في السلوك لا بد وأن ينكشف أمره، وأن فرض الذات والشهرة لا تبنى على حساب الكرامة والشرف وخصوصية الآخرين، وإن كان “الفيديو” مفبرك ضدك من قبل خصومك، فعليك إثبات براءتك سيما وأن وضعك الاعتباري الفني لا يمنحك الحق في هذه الخرجة التي تضر بسمعتك الفنية داخليا وخارجيا.
إنه بالإمكان في المجال الفني تمرير قناعتك النقدية اتجاه أي موضوع أو حدث أو سلوك مناهض لما تؤمن به من قيم ومبادئ سياسية أو ثقافية .. لكن، يجب احترام القنوات التي تسمح لك بذلك، وباللغة المتحضرة التي تناسبها، وما أكثرها القضايا في الواقع المجتمعي المغربي التي يجب التعاطي معها من أجل الإصلاح والتطور .. أما ركوب المجهول بحثا عن ما يسيء لدورك الثقافي والفني فأنت تعرف النتائج المقررة فيها .. لكل ذلك، نقول لك من موقعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إن جلالة الملك خط أحمر في دستور المملكة.
