ذ. عبد اللـه عزوزي
التحقت بعملي زوال اليوم على الساعة 14:25، فوجدت المؤسسة (الثانوية التأهيلية) شبه فارغة على عروشها، إلا من مكونات الطاقمين الإداري و التربوي ..!!
و أنا أقف على هذا الوضع الذي لم يخطر حتى على بالي، فبالأحرى أن أجده واقعا يمشي على أربع، انتابتني موجة من الأسئلة المقلقة و الملحاحة:
— هل فعلا التلاميذ يتحركون (يقاطعون) بمحض إرادتهم و هم الذين لم يسبق لهم أن عرفوا معنى الاحتجاج، و لا قوة الوعي الجماهيري، و لم يسبق قط أن شكل الوقت/التوقيت بالنسبة لهم نقطة جدال أو خلاف؟
— هل يسع الوعاء السيكولوجي الهش و الفتي للتلاميذ ما قد يحقنه فيه أعداء الأوطان و تجار الفوضى و سماسرة الإنتخابات من شعارات و مبررات حمالة أوجه ؟
— كيف ستنتهي هذه المقاطعة (للدراسة) و قد انطلقت ..؟ هل هناك هامش أو هوامش للمناورة و تدبير الأزمة من طرف الحكومة و الفاعلين الاجتماعيين ..؟
— هل هناك من يعي أنها لحظة مفترق طرق، و أن السيادة فيها يجب أن تعود للمغرب و للمواطن
المغربي ..؟
— هل يكون السلوك التلميذي الساري المفعول حاليا منعزلا عن السياق العام الذي ظل يسير فيه المغرب منذ دستور يوليوز 2011 و انتخابات 25 نونبر من نفس السنة، بشكل عام، و منذ ما عرف بالبلوكاج (خريف 2016 / و ربيع 2017) و نظرية (37》127) و الانقلاب الناعم على متصدر سبورة النتائج، بشكل خاص، فضلا عن ظاهرة التضييق على حرية الرأي و التعبير ..؟
— ترى، ماذا عساه فاعلا رئيس الحكومة أمام هذا المأزق، و هل يضطر وزيره في التعليم إلى ديباجة بيان جديد يرمي به – من جديد – في سلة بيانات التوقيت المثير الجدل، و المسيل للكثير من الحبر، و المولد للعديد من الشعارات ..؟