يعتبر الناشط المدني عمار الشويلي أحد أبرز الوجوه الناشطة بالعمل المدني في مجال حقوق الإنسان والإغاثة الدولية، تقلد مناصب عديدة حول السلام الدولي من بينها، مدير المكتب الإعلامي للمفوضية الدولية لحقوق الإنسان في العراق، ومدير المكتب الإعلامي للبرنامج الدولي لتكريم أفضل 50 شخصيه إبداعية مميزة في العالم العربي والشرق الأوسط، وغيرها من المناصب التي جعلت منه شخصية إنسانية بامتياز .. فيما يلي نص الحوار:
حاورته الكاتبة الإعلامية: أ. خولة خمري
• أهلا ومرحبا بك بيننا أستاذ عمار الشويلي
مرحبا بك ومرحبا بالقراء الأفاضل، خاصة فئة الشباب، السواعد التي نحاج طاقاتها وبشدة في نشر قيم التسامح والسلام.
• أستاذ عمار الشويلي، بداية كيف يمكن أن يقدم الأستاذ عمار الشويلي نفسه لمتتبعي الشأن الثقافي والعمل الخيري بالوطن العربي ..؟.
أنا إنسان واقعي أنظر بعين ثاقبة لما يدور في المجتمع الذي يحيط بي وأتعايش معه، وكذلك مع بقية الشعوب والمجتمعات العربية التي أغلبها تعاني من الظلم والاضطهاد، وتطلعها إلى السلام والأمان والعيش الكريم، وأنا أرى أن أغلب هذه المقومات مفقودة لدى الكثير من الشعوب العربية، والتي يسمونها بالعالم الثالث والدول النامية، وهذه النظرة نظرة استعلائية على
الشعوب التي أغلبها لديها حضارة وقيم ومبادئ وعلماء علمت العالم أغلب العلوم التي يمارسونها .. ولهذا، نسعى لتصحيح المسارة والنظرة التي ربما نستطيع تغيير الحالة للأفضل وإيصال رسالتنا الإنسانية والفكرية لبقية الشعوب.
• أستاذ عمار باعتبارك مواطن عراقي وشاهد عيان على ما يحدث بالعراق هل بإمكانك أن توصل لنا المشهد الحاصل هناك بالعراق حتى يعرف المتتبعين حقيقة ما هو حاصل هناك ..؟.
العراق الغني بثرواته وعقول أبنائه وشجاعتهم هي التي كانت سبب معاناة العراقيين وتنفيذ خطط المؤامرات من قبل إسرائيل وبعض الدول العربية لتنفيذ مخططات الأعداء، لأن العراقيين أصحاب حضارة عريقة ومهبط جميع الأنبياء والصالحين، وطمع الأعداء بخيرات العراق، ومنها البترول الذي كان السبب وراء تلك المخططات وإضعاف قوة العراق العسكرية والفكرية ليكون ساحة صراع في الداخل والخارج من أجل إضعافه بالتقسيم إلى أقاليم، ولكن خاب ظنهم وسيبقى العراق موحدا، وسيكون شوكة بعين الأعداء، وسيرجع إلى عهده بوابة الشرق الأوسط، وقوة ضاربة بعدما أنتج الصراع والحروب أبطال حقيقيون من أبناء الشعب وفتوى المرجعية ألا وهو الحشد الشعبي ظهيرا لقواتنا الأمنية .
• عفوا أستاذ، وبخصوص الأوضاع الاجتماعية حسب تتبعنا للمشاهد القاسية عبر مختلف وسائل الإعلام، خاصة بالموصل، الوضع الإنساني كارثي هناك .. هل بإمكانك أن تنقل لنا أحد المشاهد التي بقيت عالقة بذهنك هناك عن العوائل المتضررة من الدمار والتهجير الذي طالهم ..؟.
أكيد، هناك تضرر وقع على الجميع وبدرجات متفاوتة .. ولكن، العراقي يساعد أخاه العراقي، لأنهم يعلمون أنها أيام عصيبة ستمر بسلام، وإن إيمان العراقيين يجعلهم صابرين وصامدين لأنه
ابتلاء خصهم الله عز وجل به، ويجب أن ينجحوا فيه، وهذا هو السر الذي يحفظ قوة العراقيين ويزيد من عزيمتهم من أجل دحر أي اعتداء.
• ما السبل والوسائل الكفيلة التي تراها مناسبة لحل هذه الأزمات، خاصة بعد خروج داعش وبقاء صور الدمار والخراب هناك ..؟
هو التوحيد بين جميع مكونات الشعب العراقي، فبعد مرورهم بأزمات كثيرة فقد وعوا من خلالها أن الأعداء زرعوا الفتن من أجل التفرقة بين أبناء شعبنا .. ولا مناص لنا إلا أن نكون لحمة واحدة فباجتماعنا نقوى وبتفرقنا نضعف ونضمحل تدريجيا وهو ما يريد أن يحققه العدو.
• باعتبارك ممثل للعديد من المنظمات التي تعمل على نشر سبل السلام، برأيك ما الذي يمكن أن تقدمه هذه المنظمة الدولية للعوائل المتضررة من الحرب الأمريكية الأخيرة ومن آثار داعش ..؟.
هم يصنعون الموت، ونحن نصنع الحياة وسننتصر لا محالة .
• وما النشاطات الإستراتيجية التي سطرتموها مستقبلا للعمل في هذا السياق يمكن أن ترونه سببا مباشرا في رأب الصدع الحاصل بالعراق ..؟.
لدينا مشروع دولي سيقطع دابر تدخل الدول الكبرى بظلمهم للعرب ونضعهم أمام الأمر الواقع بعد التدخل في الشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط، من خلال مشروع الدكتور صادق الموسوي، رئيس بعثة السلام الدولية في الشرق الأوسط، والذي سيوفق جميع
الإجراءات التعسفية وبعثات السلام الأمريكية التي تسعى لتزوير حقائق تقارير بعثة السلام للشرق الأوسط، وسنجعل الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي تعتمد على تقريرنا في تقصي الحقائق مستقبلا.
• عفوا أستاذ عمار، المتتبع للوضع بالعراق، يلاحظ انتشار الطائفية وبشكل كبير بسبب أمور كثيرة يعرفها العام والخاص، برأيك كيف يمكن أن نسهم سواء على مستوى منظمات المجمع المدني أو على مستوى الحكومات لنشر قيم التسامح ..؟.
نشر المحبة والسلام والتعايش السلمي من أجل أن نحصد الأمان والسلام، وتذكير الناس بوصايا خالقهم من خلال توصيات جميع الديانات السماوية التي توصي الإنسان بأخيه الإنسان مها كان دينه وعرقه.
• برأيك أستاذ الشويلي ما الأدوات الكفيلة التي تراها مناسبة وتقترحها على الحكومات أو المنظمات الناشطة بهذا الميدان لنشر قيم المواطنة وحب الوطن بين أبناء الشعب الواحد رغم اختلاف دياناتهم وتوجهاتهم الفكرية ..؟.
هي رسالة مهمة ملقاة على عاتق دعاة السلام والمفكرين والمثقفين في البلد وتبيان الحقائق وتوضيح الصور لما تنشره وسائل الإعلام المغرضة، أو بثه من قبل الفضائيات المأجورة والتي تروج لخطابات عدائية من أجل الإبقاء على حالة التشتت والدمار من خلال سياسة الفوضى الخلاقة.
• ما الدور الذي سيكون لهذه الاستراتيجيات التي تسعون لتحقيقها في حفظ هوية أوطاننا التي تعتبر هاجس الحكومات العربية من خطابات التعصب والتطرف ..؟.
الجميع واع بتلك المخططات التي فشلت في بث الفتنة من خلال تزيف الحقائق، ولكننا ننصح الجميع بتوخي الحذر من فتن جديدة خارج نطاق الدين، لأن مخططات الأعداء لا تتوقف عند حد من الحدود.
• أستاذ عمار حضرتك سفير وممثل لمنظمات عديدة تشتغل على تحقيق السلام بالشرق الأوسط الشرق .. الأوسط بالفترة الأخيرة أصبح يشهد غليانا كبيرا، برأيك إلى أين سيؤول الوضع السياسي والدبلوماسي هناك ..؟ وهل من اقتراحات تقدمها للخروج من هذه اللعبة السياسية التي يتخبط فيها الإخوة الأشقاء ..؟.
لقد ذكرت مسبقا مشروع البعثة الدولية للسلام في الشرق الأوسط، وكلنا ثقة من مؤسسها وقائدها الدكتور صادق عبد الواحد الموسوي ومجموعته الرائعة التي تقف معه لإنجاح هذا المشروع الكبير.
• أستاذ عمار، علمنا بأنك خبير بالميدان الإعلامي برأيك، كيف يمكن أن يسهم الإعلام العربي في توحيد الصفوف وزرع قيم الحب والخير والسلام بين أبناء الوطن الواحد وأمتنا العربية والإسلامية عامة ..؟.
أكيد أن نصف نجاح أي معركة من خلال الإعلام فهو بمثابة القتال في ساحات الوغى، ومؤسستنا تسعى للتغيير الأفضل، لأنه ينتهج الصدق شعارا له وهادف لنصرة الحق وتفنيد
الادعاءات الباطلة التي تروج لها الكثير من الوسائل الإعلامية، تظليلا للحقائق وتشويها لها من أجل توجيه الرأي العام نحو أهداف معينة تخدم تلك الأجندات.
• أستاذ عمار الشويلي في نهاية حوارنا الشيق هذا، نطرح عليكم سؤالا أخيرا وهو ماهي نشاطاتكم القريبة لدعم قيم التسامح والسلام الدولي، فضلا عن مساعدة عوائل الشهداء والمتعففين بسبب الأوضاع المتأزمة في العراق ..؟.
سيكون التوحد قريبا من خلال اتحاد الإعلاميين العرب والعصبة الدولية للصحفيين الشباب، الذين يتولى قيادتهما السيد صادق الموسوي في العراق، وأنا على مقربة منه ومتابع لمخططاته الرائعة ولمشاريعه الرائجة التي تصب في خدمة الإعلام العراقي والعربي لجعله يتمتع بحصانة دولية، وسينتج ذلك نتائج كبيرة في عمل الإعلام بكافة مفاصله ,