ذ. عبد اللـه عزوزي
في تاونات، تتنافس الفصول و الجغرافيا و الوجهات في تعذيب الإنسان، و تاونات تعرف الإنسانية بطريقتها الخاصة؛ فالإنسانية تظل غائبة على مدى أنصاف العشريات، و لا تطل إلا و قد حددت السلطة اﻷماكن الخاصة بتعليق منشورات الحملات الانتخابية حتى لا تتناحر الأحزاب السياسية أكثر مما هي متناحرة، حينها يتضح جليا أن الإنسان هو ذلك الكائن الذي يملأ صناديق الكبار بالبيض الذهبي، ثم ما يلبث أن ينسى لماذا فعل ذلك.
فإبان أسبوعي الحملة الانتخابية يرتفع سهم المواطن التاوناتي فيحج إليه المترشحون من كل بقاع المملكة طلبا لوده و عطفه و صوته و كلماته اللذيذة ..!
خارج تلك الأسبوعين الدسمين بالشحم و اللحم و البنزين و “اللعاقة”، تنفرد النوائب بتاونات، كما تنفرد الأسود بالزرافة، إذ يلتفون حولها و هي واقفة كجبل تدغين و يسقطونها أرضا لكي يدخلونها في عالم الجيف.
ورغم هذا الوضع التاوناتي القاتم، فإن صغار تاونات يتعلمون من كبارهم السياسيين .. وآخر ما تعلموه هو أن ينزلوا النسخة الإقليمية “للبلوكاج” السياسي الذي عطل المسيرة الديمقراطية للبلد و سفه العمل السياسي النزيه فيه، و خرج بمعادلات حيرت اينشتاين و هوكينغ و حتى استاتي، كان أهمها أن يكون صاحب 127 صوتا تحت رحمة صاحب 37 مقعدا، و أن يفوز بمنصب تحدي الديمقراطية حزب عفا عنه الزمن فشل غير ما مرة في ترتيب أزرار التدبير الشفاف.
اليوم عندنا في تاونات نسخة متونة (motawnata) “للبلوكاج” الذي يجسد قمة الانتصار للذات، بدل الانتصار للإقليم/ الوطن .. “بلوكاج” تترجمه نوايا الأشرار من الناس في نسف المجهودات الجبارة .. لمدرسة حديثة في التدبير الناجع و القيادي لمجموعة جماعة التعاون، و ذلك بالتلويح بالانسحاب منها بدون موجب حق أو منطق.