مغاربة إيطاليا وضعف خدمات القنصليات لصالحهم .. مدن الشمال نموذجا
يعاني المهاجرون المغاربة في أوربا من مشاكل متعددة تهدد وجودهم الشرعي أو غير الشرعي في معظم دولها، خاصة في غربها كإيطاليا على سبيل المثال، حيث تمارس على جلهم أرقى سياسات التمييز العنصري والاستغلال الاقتصادي والاجتماعي .. خصوصا، الذين قضوا مددا طويلة، حيث يظلون عرضة للتهجير القسري من قبل السلطات التي تستغل عدم تسوية أوضاعهم لترحيلهم، في الوقت الذي فتح باب الهجرة في وجه المهاجرين الذين يتعرض معظمهم لنفس المعاملة الحاطة من الكرامة الإنسانية، خاصة في المناطق التي تهيمن عليها الأحزاب الإيطالية العنصرية في الشمال الإيطالي، في الوقت الذي لا يزال جل المغاربة متمسكين بارتباطهم بوطنهم ومؤسساته وقيمه .. ولعل خطاب جلالة الملك محمد السادس في عيد العرش الذي تحدث فيه عن ضرورة الاهتمام بمغاربة العالم، الذين يساهمون في تنمية الوطن، رغم ما يواجهونه في ديار الغربة من قهر واستغلال وميز عنصري.
إن مغاربة الشمال الإيطالي يطالبون الدولة المغربية بالتدخل لدى سفارتها في روما وفي جميع القنصليات، بإعادة النظر في تواصلها مع المهاجرين المغاربة في مختلف فئاتهم العمرية، خاصة الذين يقصدون هذه القنصليات للحصول على الخدمات الإدارية التي تساعدهم على تسوية أوضاعهم في مدن الشمال التي تزايدت فيها تداعيات مواقف الأحزاب العنصرية ضدهم .. فهل من تغيير في تعامل القنصليات الموجودة في الشمال الإيطالي مع المغاربة المهددين بالترحيل والطرد في أي وقت ..؟ وهل ستتدخل الوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة لمساعدة هؤلاء المغاربة المتشبعين بمغربيتهم وتعلقهم بأهداب العرش العلوي المجيد، وبصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه اللـه، الذي يعرف عن قرب حقيقة المغاربة مع القنصليات المغربية في الخارج ..؟
إننا في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نعتبر أن صرخة مغاربة إيطاليا، وفي شمالها على الخصوص، تريد توجيه انتباه الحكومة المغربية إلى ضرورة القيام بواجبها لصالحهم عبر ما يجب أن تقدمه القنصليات في المدن الإيطالية لهذه الفئة من المغاربة المؤمنين حتى النخاع بالروابط القوية التي تجمعهم مع وطنهم الحاضر في قلوبهم دائما، والذين لا يدخرون أي تضحية من أجل تطوره ورقيه، وهذا ما يجب على مسؤولي الوزارة الوصية على شؤونهم الانتباه إليه، ليس بالنسبة للمغاربة في إيطاليا، بل في كل أوربا، كما يجب على وزارة الخارجية والتعاون الدولي التدخل لدى السفارات والقنصليات التابعة لها لإعادة النظر في العلاقات مع المغاربة في أوربا وغيرها من الدول، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم، والتدخل لدى الدول التي تستضيفهم لتحسين مناخ إقامتهم فيها.
إن واجب الوطن على المغاربة في الخارج بالنظر لحجم التحويلات التي يوجهونها إلى الوطن، تتطلب من الحكومة بكافة حقائبها وضع واقع هؤلاء المغاربة ضمن أولوياتها، سواء المقيمين بصفة شرعية أو الذين يحتاجون إلى تدخلها لتسوية أوضاعهم القانونية، وتحسين ظروف إقامتهم وحمايتهم من الإجراءات والقوانين التعسفية التي يواجهونها من حين لآخر .. وسنكون سعداء في المستقلة بريس، إذا ما تحركت السلطات المغربية لفائدة عموم المهاجرين من مغاربة العالم، خاصة في إيطاليا وفي شمالها الذي بدأت الأحزاب المعادية للمهاجرين تتحرك لطردهم منها.