خلال جلسة الخميس 15 فبراير 2018، انتصر الحق وزهق الباطل الذي كان دائما زهوقا، لما سطر قضاء بلادنا أعظم الصفحات الناصعة البياض في تاريخ العدالة المغربية اتجاه الصحافة المستقلة .. أجل، تحمل رجال القضاء المغربي النزهاء مسؤوليتهم، وقالوا الكلمة العادلة دون تحيز ولا محاباة في قضية مدير موقع طانطان 24، الزميل محمد حمو، أمين الفرع الإقليمي للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة بجهة كلميم وادنون، وذلك لما قضت المحكمة الابتدائية بالمدينة، بإسقاط جميع التهم الموجهة إلى الزميل حمو، على خلفية الشكاية التي تقدم بها ضد موقعه الإلكتروني الإخباري طبيب جراح بمستشفى الحسن الثاني بمدينة طانطان، بتهمة السب والقذف العلني، على إثر نشر الموقع لمقال، خلال شهر ابريل من سنة 2017، حول ما عرف إعلاميا ب. احتجاج عائلات المرضى، وكذا النائب الأول للمجلس الإقليمي والبح حمدي عضو المجلس الجماعي و فاعلين جمعويين، على تصرفات أحد الأطباء الجراحين الذي امتنع عن إجراء عملية جراحية لسيدتين كانتا في حاجة لها، كما تم أيضا إسقاط الشكاية المباشرة التي أضيفت إلى القضية خلال الجلسة الثانية من المحاكمة بسبب التقادم.
وبهذا تسنى للصحافة المستقلة الهادفة -في شخص محمد حمو-، الذي كان خلال أطوار المحاكمة مؤازرا ومساندا بقوة من ساكنة المدينة و الهيئات الحقوقية والنقابية وجمعيات المجتمع المدني و وتنسيقيات المعطلين و الأحزاب السياسية، وذلك لاقتناعهم ببراءته .. وهكذا تسنى (للصحافة المستقلة) الخروج،- أقوى بكثير مما كانت عليه قبل الحكم .. وكان القضاء النزيه عند حسن ظننا لما وقف إلى جانب الحق .. والى جانب من يذودون عن الوطن بكل ما يملكون .. وللتذكير، فالثقة في عدالة قضائنا بالمغرب لم تكن أبدا محل تعليق أو نقاش.
وعليه، فقد جاء الانتصار التاريخي في قضية كان الآخرون يريدون من خلالها تكميم الأفواه، وإخراس صوت الصحافة المستقلة، ولكن النطق بالحكم كان بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس، وأكدت أن صوت الحق مازال عاليا في هذا البلد.
وبكل فخر واعتزاز، نستطيع أن نقول: لقد انتهى كل شيء بالنسبة للمتوهمين، الذين صفعهم الواقع وفاجأهم العدل الذي هو أساس الملك، ولقنهم درسا جديدا في المفهوم الجديد للسلطة الذي أراد ترسيخه قائد البلاد جلالة الملك محمد السادس حفظه اللـه.