يوسف الإدريسي
تحولت صباح اليوم الجمعة 02 فبراير 2018 ساحات أحياء مدينة اليوسفية المحتضنة لحاويات الأزبال إلى مكب للنفايات المنزلية بسبب الإضراب الذي يخوضه عمال شركة (أوزون) المشرفة على قطاع النظافة بمدينة اليوسفية في إطار التدبير المفوض، احتجاجا على عدم التزام الشركة بما ينص عليه دفتر التحملات فيما يخص تطبيق الحد الأدنى للأجور.
وعبّر الكاتب المحلي لعمال قطاع النظافة، التابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عن استنكاره الشديد لما وصفه ب “أسلوب التماطل” الذي ينتهجه مسؤولو الشركة بشأن الترجمة الفعلية لمحضر الاجتماع الموقع بينها وبين المسؤولين النقابيين بحضور السلطة المحلية، والقاضي بالالتزام المهني والعمل على احترام الحد الأدنى للأجور وتوفير الوسائل الوقائية من تلقيح وملابس احترازية، ملتمسا في الوقت ذاته من ساكنة المدينة الاعتذار وتفهم المعاناة الاجتماعية لعمال النظافة.
من جانب آخر، أوضح المسؤول المحلي لشركة (أوزون) بأن ما قام به عمال النظافة صباح اليوم لايمت للفعل النضالي المسؤول بصلة، كونهم اختاروا الوسيلة السهلة والصعبة في آن واحد، دون التفكير في آليات الحوار المؤسسة للعمل التعاقدي المشترك، خاصة عندما تطغى الحسابات الشخصية على مثل هكذا قرارات تصعيدية.
وحول ما إن كانت إدارة الشركة قد التزمت بتنفيذ ما وعدت به العمال خلال لقائهم الأخير بحضور السلطة المحلية والذي بسببه أعلنوا قرار الإضراب، أكد ذات المتحدث بأن ملحق تسوية ملف الأجور ماض في طريقه إلى الحلحلة النهائية بعد تأشير رئاسة المجلس الحضري وعمالة الإقليم، وهو الآن بوزارة الداخلية من أجل المصادقة النهائية .. لهذا السبب، لا يجب أن نحمل الناس مالا يطيقونه، يفيد مسؤول شركة أوزون.
إلى ذلك، تساءل أحد المهتمين بالشأن المحلي عن دور المجلس الحضري فيما يقع، وهو الذي فوّت مشروع القطاع إلى الشركة بغلاف مالي، أثار الجدل ولا يزال، في إطار التدبير المفوض، مستغربا في الوقت ذاته صمت رئاسة المجلس عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق العمال من لدن الشركة المشغلة، واكتفاءها فقط بوضع المتفرج كأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد.
وتجدر الإشارة، إلى أن المجلس الحضري لمدينة اليوسفية كان قد فوّت قطاع النظافة لشركة (أوزون) بغلاف مالي قارب مبلغ مليار و 190 مليون سنتيم، بما مقداره أربع أضعاف مبلغ صفقة (سوتراديما) السابقة والتي تسببت وقتها للمدينة في كارثة بيئية لازال اليوسفيون يتذكرونها بكثير من المرارة والأسى.