خطوات الشيطان
عبد الصمد لفضالي
لم يسبق أن قام أحد من المسلمين من أندونيسيا إلى المحيط الأطلسي بما قام به رهط من الأشخاص، لا يعرف عنهم شيء سوى أن لهم نية استهداف الإسلام تحث مظلة ترجمة القرآن الكريم ” حرفا و شكلا “، حيث قام هؤلاء ” الرهوط ” برسم سورة الفاتحة بالأمازيغية، كما هي مرسومة باللغة العربية في القرآن الكريم، و ذلك آية بآية مع الترقيم كما هو في السورة القرآنية، وترتيلها بالأمازيغية على أنها تطابق سورة الفاتحة.
نحن لسنا ضد ترجمة معاني القرآن الكريم، فقد ترجمت معاني القرآن الكريم إلى عدة لغات و لهجات، و لازالت تترجم إلى الآن .. و لكن، ما لانقبله و لن نقبله هو ” ترجمة ” سور قرآنية و ” ترتيلها ” على أنها تطابق سور القرآن الكريم .
إن القرآن الكريم – كما نعتقد دائما – أعظم من أي تفسير أو تأويل أو ترجمة، فلا يمكن لأي ترجمة أن ترقى إلى المقاصد الحقيقية للقرآن الكريم، لأن المترجم يستند في ترجمته على مراجع معينة لعلماء و مفكرين و مترجمين يمكن أن يتفقوا في بعض الأمور و يختلفوا في أخرى، و هذا الاختلاف بين المراجع دليل مبين على أنه لا يمكن الاتفاق على ترجمة واحدة للقرآن، و أبسط مثال على ذلك هو أن المترجم السني سيختلف مع المرتجم الشيعي في بعض الأمور ” العقائدية “، زيادة على ما يختلف عليه العلماء و المفكرون لأسباب فكرية و ثقافية و سياسية – مذهبية، مما يؤثر على المترجمين، و يثبت بأن حقيقة مقاصد القرآن و تدبره تبقى رهينة بالصيغة التي نزل بها .
يمكن لأي مسلم أن يلتزم بالمبادئ الإسلامية أحسن التزام، عبادة و معاملات بدون معرفته للغة العربية، و لكن يجب أن يكون على يقين بأن ترجمة القرآن ليست هي حقيقة القرآن، و ما وجود ” المذاهب الدينية ” المتناحرة إلا بسبب الاكتفاء بالوساطة – بين القرآن الكريم و المتلقي – عبر دعاة ” مترجمين ” و الابتعاد عن تدبر القرآن الكريم كما أوحي به قرآنا عربيا لعلكم تعقلون