الاتحاد المغربي للشغل وضرورة تفعيل توجهه النقابي المستقل
ليس هناك من سيعترض على استقلالية الاتحاد المغربي للشغل، وحرصه الدائم على ترجمة مواقف قواعده العمالية، واحترام قراراتها النضالية، بالمقارنة مع ما تعيش عليه باقي المركزيات النقابية .. لكن، هذا الرصيد النضالي اليوم بدأ يتراجع على يد بعض النقابات القطاعية، التي تحاول التظاهر بالالتزام وبمبادئ المركزية النقابية، واللعب عليها من جهة أخرى، كما يتجلى في سلوك الجامعة الوطنية للتعليم، التي وجدت في التصعيد الشعاراتي أفضل وسائل إثبات الشرعية النقابية، والتحلل من خطأ المركزية في الكثير من الملفات المرتبطة بقطاع التعليم، وهذا ما حاول منشط برنامج”ضيف الأولى” الوقوف عليه في الأسئلة التي لم يتمكن الأمين العام للجامعة الوطنية إقناع المشاهدين للبرنامج، حيث كان حضوره باهتا رغم تصفيق الجوقة التي رافقته طيلة مدة البرنامج.
لم يكن واردا بالنسبة لنا في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التعليق على حلقة “ضيف الأولى”، لو لا ما جاء في أجوبة مسؤول النقابة التعليمية عن أسئلة منشط البرنامج، الذي كان ذكيا في حواره، في الوقت الذي كان الضيف مزهوا بحضور النقابيين معه، بدل أن يترجم حضوره بالقدرة على إقناع المنشط ومن ورائه الجمهور الذي يتابع البرنامج، إضافة إلى ما يمثله الاتحاد المغربي للشغل من ثقل قوي ورمزية نضالية لا أحد يجادل فيها، والذي لم يكن مجبرا على اختيار ممثله في هذا البرنامج بالصورة والأداء الباهت لهذا المسؤول النقابي في التعليم المتعدد المسؤوليات، الذي برز في البرنامج كطالب مجتهد في الإجابات القصيرة عن أسئلة المنشط التي تجاوزت في مضمونها هذه الإجابات المزخرفة بمساحيق نقابية عفا عنها الزمن، ولم يعد مقبولا الاستمرار في تداولها في مشهدنا النقابي .. وخصوصا، قي النقابات المركزية التي لا زالت تحظى بثقة المغاربة.
بالنسبة لقضية العنف ضد الأساتذة في المدرسة المغربية، لم يتمكن المسؤول عن النقابة الذي كان مرفوقا بجوقة المصفقين على ردوده طيلة زمن البرنامج عن طبيعة هذا العنف وأسبابه التي تجاوزت جدران المدرسة، ولم يطرح ما تراه نقابته كفيل باستئصال هذا العنف ضد الأساتذة .. اللهم ماتشترك فيه كل النقابات التعليمية، المرتبط بتحسين الأوضاع المادية والمهنية لرجال ونساء التعليم.
بخصوص قضية التقاعد، الذي تم تمريره نقابيا عبر مهزلة التصويت المختلف بين المركزيات حتى لا يتم فضح المستور عنه رغم الشعارات الاستهلاكية حول التضامن النقابي ضد مشروع الحكومة، حيث اتضح للشغيلة ما لم تستطع المركزيات البوح به خلال فترة التعبئة العمالية التسخينية ضد المشروع.
عن تراجع المدرسة التربوي والتأهيلي الذي ربطه المسؤول النقابي بسياسة الحكومة في بيع المدرسة المغربية للقطاع الخاص، يتبين للداني والقاصي التواطؤ النقابي حول هذا الموضوع، الذي لم تتحرك فيه النقابات، ولم تبرئ ساحتها حول ما يجري في هذا الاتجاه، في الوقت الذي يجب أن تضع فيه النقابات الرأي العام الوطني وكل المتدخلين في القطاع عن ما قدمته لوقف هذا الإجهاز على المدرسة العمومية، انطلاقا من وضعية هذه النقابات كقوة احتجاجية واقتراحية.
أخيرا وليس نهائيا حاول المسؤول النقابي استعراض عضلاته على منشط البرنامج في مسألة الحوار الاجتماعي الذي أكد فيه مسؤوليته في إفراغ هذا الحوار من أهدافه التفاوضية والمعالجة للملفات المطروحة على إيقاع تصفيقات الجوقة التي رافقته في البرنامج الحواري وحتى لا يعتقد المسؤول عن هذه النقابة التعليمية أنه نجح في تبرئة ذمة نقابته نقول له من موقعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة أنه نجح فقط في الضحك على ذقون المغاربة في البرنامج أم على أرض الواقع فقد كشف بالملموس عن الانتهازية النقابية التي يرفضها المغاربة في إطار وعيهم بالتراجع الخطير للعمل النقابي الذي فقد إشعاعه ومصداقيته سواء من الطبقة العاملة أو عموم المغاربة.