ذ.عبد اللـه عزوزي
في الصين، ظل الإقبال على العلاج باستعمال الوخز بالإبر واسع الانتشار، وذلك طلبا للتخلص من التشنجات العضلية و العصبية و تنظيف أوردة الجسم من الدم الفاسد.
في تاونات، و تحديدا في الوردزاغ، عمد موظفو المكتب الوطني للكهرباء إلى تخليص ساكنة الجماعة من طمأنينتها و دفئها، بل و إغراقها في بحر من الهم و الغم و لعن الواقع، من خلال تنفيذ خطة جهنمية تسمى ” الصعق بالفواتير الكهربائية”.
فلقد تفاجأت العديد من العوائل التي تتخذ من هضاب و جبال جماعة الوردزاغ بيوتا من طين، مربوطة بمِصْباحٍ إلى ثلاثة مَصابيحَ بيضاء، على أكبر تقدير، مُوصى بها من طرف أخصائيي المكتب، و المعروفة بقدرتها على اقتصاد الطاقة، بفواتير مذيلة بمبالغ أقرب إلى الخيال و عدم التصديق، خاصة إذا عرفنا أن الوَسطَ و سطٌ قروي محكومٌ بعدة إكراهات تجعل من الإفراط في استهلاك الطاقة الكهربائية أمرا مُستَبعداً جدا .. فكل الأسر لا تعرف من استعمالات الكهرباء سوى الإنارة و شحن الهواتف من الجيل القديم، و قليل منها يملك ثلاجة أو أجهزة كهربائية أخرى؛ أضف إلى هذا أن الغالبية العظمى من الأسر لا تسهر طويلا في الليل بحكم التعب الذي يطالها نهارا.
فظاهرة غلاء فواتير ساكنة إقليم تاونات ظاهرة معروفة، سبق لها أن فجرت عدة احتجاجات في السنوات الماضية، فواتير حطمت الأرقام القياسية في الفحش و تجسيد الظلم و الحكرة، و لربما كانت مُساهِمة بشكل أو بآخر في سقوط علي الفاسي الفهري، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، كواحد من أهم المسؤولين الذين طالهم الزلزال الملكي الأخير.
فهل كان ذلك الزلزال فرصة لبعض المتنفذين الصغار لكي يزلزلوا فلاحين ضعفاء أنهكهم الجفاف و طالهم التهميش و لا يعرفون ما يقدمون ولا ما يأخرون عندما تطرق أبوابهم مصائب كهذه ..؟