رسالة من المكتب الجهوي لجهة الدار البيضاء ـ سطات إلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي
على إثر تفاقم الاعتداءات التي ما فتئ يتعرض لها نساء ورجال التعليم، بادر المكتب الجهوي لجهة الدار البيضاء ـ سطات للمنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان، بمراسلة وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي .. جاء في الرسالة ما يلي:
نظرا لانتشار، بل واستفحال ظاهرة الاعتداء الجسدي واللفظي، في حق نساء وجال التعليم، ونظرا لكون “الأستاذ”، قد أضحى رقما ضعيفا في معادلة “السياسات العمومية”، ونظرا لغياب مؤسسة “الأمن المدرسي” في محيط مدارسنا وداخلها، ونظرا للتدهور المريع للجانب الأخلاقي داخل مجتمعنا، مع تراجع ـ إلى درجة الانقراض ـ لكل مقومات الوازع الديني، وحيث أن “المنظومة التعليمية” لما أبانت عليه من فشل ذريع على كل المستويات وفي جميع المجالات، رغم ما واكب ذلك من دعاية وترويج كبيرين لبرنامج “إصلاح التعليم”.. خصصت له أظرفة مالية ضخمة بملايير الدراهم .. دون جدوى، ونظرا لغياب ربط التعليم بالتربية عمليا، وحيث أن ما نعيشه اليوم من تدني للتحصيل داخل مدارسنا العمومية له مسببات كثيرة ومتشعبة، منها ما هو اجتماعي، وما هو اقتصادي، وما هو “حزبوي”، وحيث أننا كهيئة من ضمن مجموعة من هيئات المجتمع المدني، إلى جانب العديد من حرائر وأحرار هذا الوطن، التي يقض مضجعَها، ما آلت إليه “المدرسة العمومية” من تدني ومن عدم اهتمام، تعكسه الميزانية العامة الهزيلة، مقارنة مع ميزانيات قطاعات أخرى، يؤسفنا في المنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان ـ ونحن الذين كنا غير ما مرة، سباقين إلى دق ناقوس الخطر، لما يحاك من مكائد ـ عن قصد أو عن غير قصد ـ ضد هذا المرفق العمومي الرئيس والأساسي في أي برنامج أو مشروع تنموي يهم البلاد والعباد، انطلاقا من مقالنا ـ الذي لقي نشرا واسعا، وتجاوبا كبيرا:” حينما تتخلى الدولة عن “مقدمة ابن خلدون .. في مقابل الاهتمام بمؤخرة البرلماني ..!”؛ ومرورا ببيان “قم للمعلم ..!” وببيانات الاستنكار، لما آلت إليه المدرسة العمومية، وبيانات التضامن اللامشروطة مع كل نساء ورجال التعليم الذين يتعرضون على الامتداد الترابي، لاعتداءات، تكاد تكون يومية .. اعتداءات أقل ما يمكن أن توصف به، أنها وحشية وهمجية؛ وانتهاء ببيان ( صلاة الجنازة يرحمكم الله .. جنازة “مدرسة عمومية” ..! ) الصادر بتاريخ 05 نوفمبر 2017، عقب الاعتداء الجسدي الذي تعرض له أستاذ داخل فصل الدراسة بثانوية سيدي داوود بورزازات .. نكرر أسفنا الشديد لهذه الوضعية الشاذة، والظروف المحفوفة بالتهديد والخوف النفسي .. التي أصبح يعيش عليها مجبرين، نساء ورجال التعليم بدون استثناء، وندعوكم بالمقابل ـ وفي انتظار التنسيق بين وزارتكم ووزارة الداخلية، قصد توفير الأمن اللازم ـ على الأقل في محيط “المؤسسات التعليمية”، حيث خطر التهديد، الذي يمس في ما يمس فيه الحق في الحياة، والحق في السلامة الجسدية، والحق في الأمن، والحق في تمدرس فلذات أكبادنا ـ إلى ضرورة إسراع مصالحكم القانونية ـ كخطوة أولية وحد أدنى ـ إلى تنصيب وزارتكم طرفا مدنيا في كل الحالات والقضايا التي يهان فيها “الأستاذة/الأستاذ”، أو يتعرض فيها إلى التحرش أو التهديد اللفظي أو الجسدي؛ علَّ ذلك يشكل، كحد أدنى حماية واعترافا بهذا “الجندي المجهول”، الذي يحمل على كتفين، أثقل مدفعية في الكون وعبر كل الأزمنة، أَلَا وهي “مدفعية العلم ..” !
وفي انتظار رد الاعتبار للأستاذة والأستاذ، وفي انتظار تحمل وزارتكم لمسؤولياتها كاملة .. وفي انتظار تحمل الحكومة متضامنة لمسؤولياتها؛ هي الأخرى في هذا المجال .. وفي انتظار وقوف المجتمع وقفة رجل واحد، دفاعا عن كرامة “الأستاذة/الأستاذ”، نرجو أن تتفضلوا معاليكم، بقبول أسمى عبارات الاحترام والتقدير.
عن المكتب الجهوي لجهة الدار البيضاء ـ سطات
الكاتب الجهوي / ذ. محمد أنين