نقابة “سماتشو” تتساءل عن الدور الذي أصبحت تطَّلع به وزارة الإسكان ..؟
على إثر تنظيم الحوار الوطني للعقار لتحديد إستراتيجية وطنية، الهدف من ورائها الرفع من مردودية ونجاعة السياسة العقارية، وأمام تسجيل الغياب شبه التام لوزارة الإسكان كفاعل مؤثر في مجريات الأحداث واتخاذ القرارات، فإن نقابة “سماتشو” تتساءل عن الدور الذي أصبحت تطَّلعه هذه الوزارة اتجاه كل ما يقع حولها من تَغيُّرات ومستجدات وإنتاج الأفكار والتوجهات الجديدة ..؟!
فلماذا لم تُعط كل الصلاحيات لمديرية الإنعاش العقاري حتى تلعب دوراً رائداً في هذا المجال ..؟!، هذا مع العلم بأن الوزارة كانت هيكلتها الرسمية تتضمن حتى وقت قريب، جهازاً مكلفاً بالشؤون العقارية ..!
رحم الله عبد النور لمفرّج الذي خلف ذ.مٓحمد موثيق الذي كان قبله، ومصطفى الجباري الذي أتى بعده، فالأول التحق بالجامعة كأستاذ ثم تفرّغ لمهنة المحاماة، والثاني حتى وقت قريب كان من أهم أُطر شركة الضحى المكلفين بالعقار بعد أن استفاد من المغادرة الطوعية، أطال الله في عمرهما جميعاً .. وهؤلاء بعضٌ من أبرز أُطر الوزارة الذين تكلفوا بملف العقار والشؤون العقارية لسنوات عدة داخل الوزارة.
فلماذا كل هذا التقهقر الذي أصاب الوزارة ..؟! ولما كل هذا التدحرج إلى الخلف ..؟! ولما هذا التواري عن الأنظار وتفضيل حياة العيش في الظلام ..؟!
لم يسبق للوزارة أن عرفت تخلُّفاً وركوداً وجموداً وفساداً بقدر ما عرفته مع وزير “المعقول”، وزير “التقدم والاشتراكية”، أمين عام “حزب الكتاب”..! ففي زمنه أصبح رحم الوزارة عقيماً، بحيث لم يعرف ولادة ولو فكرة واحدة صائبة، بعدما ولّى زمن الوفرة والخصب الكثير، حيث كانت كل قنوات الوزارة تتدفق بوديان من المعرفة الغزيرة ومن الأفكار النيّرة، كانت كلها تطلعات إلى مستقبل أفضل .. واليوم نتذكر بحصرة وكلنا حنين إلى الماضي، أيام كاتب الدولة الاشتراكي محمد لمباركي، والوزير الاستقلالي توفيق احجيرة، وخاصة عندما كان وزيرا منتدبا مكلفا بالإسكان لدى الوزير الأول حينذاك إدريس جطو ..!
النتيجة كانت منتظرة عندما تخلى الوزير المخلوع من منصبه نبيل بنعبد الله، عن بعض من أهم أُطر الوزارة وأبنائها كسعيد زنيبر الكاتب العام السابق للوزارة والوالي حالياً على جهة فاس مكناس بعد ما اختلف معه حول كيفية استعمال مداخيل “صندوق التضامن للسكنى والاندماج الحضري”، وأطر أخرى نذكر منها على سبيل المثل لا الحصر: مصطفى بلامبو، وَعَبد الهادي أبطال، والحسين الورياغلي، وفريد الرواتي، وياسر النيلوي، وعزيز متهدب، ويوسف الزراد، وعبد اللطيف نجيح وغيرهم، هذا بعد ما تم تجميد فعاليات وأُطر أخرى من قبل محمد رشيد فهري وعسّو هدّي وآخرين، وانتهكت حقوق الباقين، من قبيل محمد قسّو الذي سُلب منه منصب مدير مركزي ظلماً وعدواناً بعد ما كان ضحية فساد تجلّى في إبرام وإتمام صفقة تم الاتفاق عليها في جنح الظلام تحت شعار “اعطيني نعطيك”..
والطامة الكبرى حدثت عندما سلّم الوزير المغضوب عليه، زمام كل أمور الوزارة إلى رئيسة ديوانه، وهي التي تفنّنت وبرعت في إسكات كل الأفواه ..! وأقبرت كل الأنفس الطاهرة الشريفة بعدما استولت على كل دواليب الوزارة، حيث إنها لَم تهتم يوما ولو للحظة وجيزة بسياسة الوزارة القطاعية التي هي مسؤولة عليها حكوميا ودستوريا .. هذه الخلقة سلبت كل الاختصاصات الإدارية من الكاتبة العامة للوزارة، حيث أن فاطنة شهاب التي تعد من خيّرات أطر الوزارة وأفضل مسؤوليها جدية ونزاهة ومهنية، تعد الآن من أكبر ضحاياها إلى جانب أحمد الداودي، مدير السكن الاجتماعي الذي يعدّ هو الآخر من أطيب خلق الله.
فرئيسة الديوان هذه، نصّبت من شاءت من المديرين المركزيين الجدد ليُسهلوا عليها مأمورية وسياسة النهب والامتثال للأوامر والقبول بالفساد والسكوت عنه وعن الحق، والانخراط في الظلم وإزالة الحقوق من أصحابها وتقديمها مكافأةً أو نتيجةً لتدخلات من الموالين لها وللحزب صاحب الفضل عليها، فهي التي لا تحسن ولا تتقن سوى تصرفات من هذا القبيل.
وخير دليل على ما نقول، عندما أقدمت على إلغاء مصلحة الصفقات من هيكلة الوزارة بالمرة (بمعنى التشطيب)، لا لشيء سوى أن رئيسها عمر القاضي، الذي هو عضوٌ بالمكتب الوطني لنقابة “سماتشو”، لم يسايرها في مقالب فسادها، بل تعرض لكل عمليات النصب التي كانت تحبكها من أجل الاحتيال على المال العام لتتمكن من نهبه وسرقته .. وحتى يكون السناريو كاملا، نصّبت مديرة جديدة على رأس مديرية التواصل والنظم الإعلامية، هي وحدها كانت تصادق على كل عمليات فسادها وتقر بإتمام أشغال لم يكن لها في الأصل تسليم أو إنجاز يذكر.
و”سماتشو” ستطالب هذه المديرة بتقديم كل الحسابات عن كل ما تم توقيعه من طرفها من نفقات وإبرام التزامات أو من طرف من يعمل تحت إمرتها .. وخاصة بالنسبة للصفقات والطلبيات المتعلقة بتنظيم التظاهرات الإفريقية والعربية، وكذا صفقات النظافة والحراسة التي لا دخل لهذه المديرية بشأنها.
كما أن “سماتشو” ستطالب بمساءلة بؤرة أخرى من مخلّفات تركة هذه العصابة الإجرامية التي استولت على الوزارة ..! ويا ليتها استولت على ما حمل الجمل فقط، بل عملت على نحر الجمل حينما قتلت الوزارة وقتلت ما بداخلها من مشاريع وسياسة سكنية ناجعة، وما بداخل أطرها من شهامة وكرامة وعزة النفس، هذه البؤرة المتبقية تتجسّد في المفتش العام للوزارة ..! فكيف لرئيس ديوان وزير أن يصبح بين عشية وحتى قبل ضحاها مفتشا عاما لنفس الوزارة ..؟! حكَم وطرَف في نفس الوقت والحين ..!
“سماتشو” ستحاسبه هو الآخر عن كيفية توليه هذا المنصب، ثم عن سكوته وغضِّه الطرف عن كل ما كان يقع ويجري من تدمير وسرقة ونهب للمال العام ..؟! فالساكت عن الحق شيطان أخرس ..! فزمان الشيطنة ولّى، ومن باب ربط المسؤولية بالمحاسبة، نطالبه اليوم بحزم أمتعته ومغادرة مقرّ الوزارة من حيث لا رجعة له، فهو كان دائما وأصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى، وخاصة بعد كل المستجدات الأخيرة، أصبح شخصاً غير مرغوب فيه Persona non grata داخل الوزارة .. !
يا أهل الفساد والدمار ..! وتزوير المحاضر ..! وقلب الحقائق ..! وسلب الحقوق ..!، لن تفلتوا من الحساب والعقاب ..!
وسنعود بالتفصيل إلى أم المديريات المركزية: مديرية الموارد البشرية لفضح مساهمتها وذكر حصتها من الفساد الإداري المستشري داخل الوزارة بالوقائع والأرقام .. !
وبناء على كل ما سبق، ندعو باقي المديرين المركزيين أن يستنتجوا الدروس ويأخذوا العبر كاملة غير ناقصة، وأن لا يسوقوا رقابهم إلى مجازر الفساد ليقدمونها قربانا إلى الوزير الجديد القادم في غضون الأيام القليلة الآتية إن كان من نفس الطينة أو أراد السير على نفس نهج من سبقه .. عليهم أن لا ينبطحوا ولا يُسلموا أنفسهم أو يبيعونها رخيصة أو يستسلموا بسهولة ..! وخير دليل على ما نقول، ما وقع إلى ضحية الوزارة الأولى، الكاتبة العامة سابقا فاطنة شهاب التي نتأسف لوضعها كثيراً .. فإن كانت ملأى السنابل تنحني بتواضع، والفارغات رؤوسهن شوامخ، فإن نقابة “سماتشو” تقول لكل كبار مسؤولي الوزارة، تذكروا أن الشجرة تموت دائماً وهي واقفة .. !
ولتفادي كل ما من شأنه أن يضر بمصلحة الوزارة أو يلحق ضرراً ما بشخص أو بسمعة المديرين المركزيين والجهويين والإقليميين للإسكان والمفتشين الجهويين للتعمير ومديري الوكالات الحضرية، وعلى رأسهم الكاتب العام الجديد الذي سيحل على قطاع الإسكان، فإننا ندعوهم جميعا للانخراط بنقابة “سماتشو”، هي وحدها كفيلة، بصفتها نقابة مستقلة غير تابعة لأي تيار سياسي كان، وغير متأثرة بضغوطات أو منفذة لأوامر حزبية أو صادرة عن مركزيات نقابية، هي وحدها قادرة على رفع أي نوع من التحديات؛ حيث إنها صاحبة قراراتها، رافضة لكل أوامر أو توجيهات، هي وحدها قادرة على التصدي لأي وزير كان إن أراد فساداً، أو لأي ضغط أو ابتزاز يمارس في حق مسؤولي الوزارة من طرف أي وزير سياسي كان، سواء مباشرة أو عن طريق ديوانه الذي نتمنى أن لا يكون كهذا الذي سبقه..
فلنكن دائما مع “سماتشو”، ونقولها جهرا وعلانية وبكل اعتزاز وافتخار: “كلنا سماتشو” We are all SMASCHU
النصر للحق، فالحق يعلو ولا يُعلى عليه.
عن المكتب الوطني
الكتابة التنفيذية