خذني إليك ..!
سناء الحافي
خذني إليك ..أما كفى هذا الجفا ..؟
فرحي توارى في بعادك واختفى
في وحدتي أضحى غيابك آفة
تدمي ضلوعي ليت قلبك قد صفا
ليس الذي عانيت منه هيّنا
ذنبٌ .. وما أحلى الكريم إذا عفا
ارحم فؤاداً كنت يوماً نبضه
لا زال ينبض بالمودة والوفا
إنّي لأعجب كيف أني لم أمت
من بعد هجرك .. عد إلي فقد كفى
يا من سكنت بخاطري وبمهجتي
ارحم فؤادا هام فيك وألفا
ألفت فيك قصائدا براقة
القلب صاغ حروفها وتكلفا
خذني إليكَ .. إلى مدائن لهفتي
فلمن أعيش و داخلي فقد الدّفا ..؟!
قد كنت لي رغم الجراح عواصماً
كان الفؤاد بها أميرا مُترفا
أجهضتُ نسلي طوع أمرك سيدي
لو قيل: جارَ، يقول قلبيَ أنصفا
فقد اصطفاك القلب يا كلّ الهوى
والقلب يخضع راضياً لمن اصطفى
لا تبتعد يا دفءَ قلبيَ واقترب
فالشوق محتجبٌ لقربك قد طفا
خذ يا أميري لهفتي و تصوّري
واسكن بأخيلتي ودع عنك الجفا
عانقت طيفكَ في الخيال فزادني
شوقا إليك فإن قلبيَ مدنفا
خذني إليك فأنت كل مذاهبي
خذني كحورية تريد تعففا
ودع التعالي والغرور كلاهما
قد يرديان بمن أضر وأجحفا
ها قد نظمت إليك ما في خاطري
فلعل نبض الحرف يظهر ما خفا