ذ. عبد اللـه عزوزي
نحن جيل القرن العشرين، لم يكن آباؤنا ليجدوا من كلام بليغ، كامل و مانع، لكي يشحذوا عزائمنا و يرفعوا من معنوياتنا عند كُلِّ وادٍ نعبره أو جبل نصعده، أفضل من”يا ولدي، عَرِّي عْلَى رْكَابيكْ” .. ولأننا ربما كنا “بُلداء”، كنا نكتفي بفهم المدلول دون اللفظ، إذ كنا نعرف أن ما يقصدونه وراء قولهم ذاك هو مطالبتنا، كأبناء يتحسسون طريقهم نحو المستقبل المجهول، بالاعتماد على الذات و بذل المجهود و الأخذ بأسباب التحرر و الجاهزية من أجل أن نحقق رجولتنا و نفرض شخصيتنا و نظهر نبوغنا ..!
اليوم، و أنت تتجول بشوارع الدار البيضاء، أو أي مدينة مغربية أخرى، لا مفر لك من أن تقف على مشهد النسخة الجديدة من جيل “عَرِّي عْلَى رْكَابَيكْ” .. سترى الشباب – تقريبا دون استثناء – يرتدي سراويل مُمَزَّقَةً على مستوى الركبة، في ترجمة حرفية لدعوات آباء القرن الماضي، قرن الاستقلال و المسيرة الخضراء
يُذكر أن البنات و الذكور سواسية في هذا الأمر، علما أن اللازمة التي كانت تخص الفتيات في القرن الماضي هي ” عَرِّي عْلَى درْعانَك”، أي شمري على ساعديك، لكي تبرهني على مهاراتك في أشغال المطبخ و التدبير المنزلي …” اليوم هن أضفن القول إلى القول، حتى أوشكن أن يصبحن بدون جدوى القول
المهم مبروك العطلة، و الله يجمعنا بكم على خير.