يوسف الإدريسي
كل الحديث بمدينة اليوسفية ينصب هذه الأيام على حكاية مقاضاة فاعل إعلامي لاسم نقابي بارز بتهمة القذف والتشهير وأشياء أخرى تضمنها محتوى الشكاية المباشرة المقدمة لرئيس المحكمة الابتدائية، مما استدعى ذلك تنظيم وقفة احتجاجية حاشدة شاركت فيها هيئات من داخل المدينة وخارجها عقب صدور قرار المحكمة بتأجيل المحاكمة لوقت لاحق.
حتما في الأيام المقبلة كما السالفة، ستبرز قضايا أخرى سيستهلك فيها اليوسفيون الكثير من الجهد والتحليل واستباق أحكام القضاء، وكلها قضايا فارغة فراغ أوقات الكثيرين منهم، بل أكثر من ذلك، هي محاولة يائسة لتهريب النقاش الحقيقي حول قضايا جوهرية بالمدينة، مما يطرح السؤال؛ من يوجه اهتمامات ونقاشات اليوسفيين ..؟ ومن يفرض على الناس طبيعة سجالاتهم ..؟ هكذا انشغل الآلاف بصراع أفراد، ونسوا صراعا مجتمعيا حاسما تقتضيه طبيعة المرحلة الراهنة .. نسوا أسباب تجميد مشروع إنجاز 136 كيلومتر من الشبكة الطرقية بالإقليم، باعتماد مالي يقدر ب 114 مليون درهم، كانت وزارة النقل والتجهيز قد التزمت بنسبة 65 % من نسبة تنزيل المشروع .. نسوا أيضا مشروع تهيئة غابة “العروك” وإنجاز منتجع ترفيهي بجنباتها التي أضحت بعد ذلك مرتعا للمجرمين وقطاع الطرق .. نسوا كذلك غلاف الدعم المالي الذي بلغ ثمانية ملايير من صندوق التجهيز الجماعي، laFEC والذي لازال إلى حد الآن مثار نقاش في أوساط المتتبعين للشأن الإقليمي .. نسوا أموال المبادرة الوطنية التي شهدها الإقليم بوعاء تنموي بلغ 419 مشروع باستثمار فاق مبلغ 167 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة ب 126 مليون درهم، إضافة إلى 148 مشروع تحت يافطة مخطوط عليها بالبنط العريض؛ كلمة تنمية التي سمعنا عنها ولم نرها.
هي حقيقة سيكولوجية تقول إن الناس لا بد لهم أن ينشغلوا بالتافه من الأحداث حتى لا ينتبهوا إلى العظائم منها.
وفي انتظار أن نستيقظ جميعا ذات صباح .. هنيئا لكل اللصوص وتجار الوعود والمعاناة في هذه البقعة الطيبة.