في إطار متابعته للشأن المحلي بدائرة تيسة، وانسجاما مع رؤيته المنفتحة، و وعيا منه بأهمية الأنشطة الثقافية في حياة الشعوب والأمم .. يعلن المنتدى المغربي للديمقراطية وحقوق الإنسان فرع تيسة عن استنكاره وامتعاضه من عمليتي التسيير والمتابعة لمهرجان الفروسية بتيسة، ولهذا الملتقى جملة و تفصيلا، نظرا لوجود العديد من الاختلالات في كل الجوانب المحيطة به، مما أدى بنا إلى الوضعية الكارثية الراهنة .. فلا أحد يجادل في أن مهرجان{موسم} الفروسية نظريا له دور أساسي في تنشيط الحركة الاقتصادية بخلقه رواجا تجاريا في مختلف مرافق الحياة، و بتشجيعه للسياحة الداخلية و انتعاشها، والتعريف بالمنتوج المحلي والموروث الطبيعي و الثقافي، و تثمين العنصر البشري من خلال بصمته في المنطقة في مختلف المجالات، إلى جانب دوره الثقافي والرياضي والفني والتحسيسي، وما إلى ذلك من أهداف مسطرة على الورق ولا علاقة لها بواقع الحال في أرض الواقع.
وانطلاقا من قراءة نقدية لفعاليات مهرجان { موسم } الفروسية بتيسة، نسجل و باستغراب كبير لما آلت إليه الوضعية الراهنة جراء ضعف عمليتي التسيير و التنظيم التي نجم عنها تراجع كبير في الإشعاع الثقافي الذي كان يطبع المهرجان في الماضي القريب، و هذا مرده إلى العوامل التالية :
1- غياب جمعيات تشكل النواة الصلبة للفيدرالية و بتغييب ذوي الاختصاص {مقدمين فرق الفروسية و الكفاءات الثقافية بالمنطقة …} وغياب الآليات الديمقراطية التي نعتبرها أداة حقيقية لفرز مكتب قوي وفعال .. كلها عوامل تجعلنا نطرح أكثر من علامة استفهام حول مشروعية و قانونية عمل الفدرالية المسيرة لمهرجان الفروسية بتيسة ..؟
2- غياب إدارة فعلية لمهرجان {موسم} الفروسية {مدير المهرجان – اللجان و الأقطاب}، فالإدارة الافتراضية لا تمتلك استرايجية في تدبير هذا القطاع الثقافي الحيوي { البحث عن محتضنين – وضع برنامج واضح المعالم – انفتاح المهرجان على محيطه – خلق شراكات}، معتمدة في سياستها على الارتجال باللجوء إلى التدبير الانفرادي في القرارات – لغرض لا يعلمه إلا أعضاء مكتب الفدرالية و من يسبحون في فلكهم – وهذا لا يقبله لا العقل ولا المنطق .
3- غياب مقصود ومتعمد لندوات و لقاءات تواصلية قبلية و بعدية مع جميع المتدخلين { فعاليات المجتمع المدني بدائرة تيسة، قطاع الإعلام، منتخبون، الفاعلون الاقتصاديون، الفاعلون الثقافيون} لمناقشة برنامج المهرجان و استشراف المستقبل بأعين أكاديمية متخصصة .
4- التراكم الإيجابي لمهرجان الفروسية من زاوية تاريخية تم تبخيسه بشكل مهول، حيث كنا نأمل أن يرتقي المهرجان إلى أعلى المستويات، مرورا من موسم إلى مهرجان إقليمي جهوي وطني و لم لا دولي ..؟ باعتبار أن تيسة أحرزت بجدارة و استحقاق لقب أم الخيول .. لقب فيه أكثر من رمزية و دلالة، لكن، للأسف الشديد، ها نحن و بفضل سياسة مجهولة المعالم نلاحظ تقزيم هذا الإشعاع الثقافي إلى ادني المستويات لغرض لا تعلمه سوى الجهات المحتضنة للمهرجان
5- رفضنا القاطع لسياسة التعتيم و الكولسة التي ينتهجها مكتب فدرالية الوفاق، خصوصا، إبان الجموع العامة التي تقام في سرية تامة و خارج محيط دائرة تيسة، دون إعطاء الحصيلة .. خصوصا، ما يتعلق بشق الميزانية المخصصة له في علاقته مع الحكامة الجيدة وحماية المال العام، وربط المسؤولية بالمحاسبة .. معتبرين قطاع الفروسية بتيسة ضيعة خاصة لا يمكن الولوج إليها آو حتى الاقتراب منها .. مشددين في هذا الإطار على أن المسالة الثقافية و الهوية المحلية هي ملك للجميع، رافضين سياسة الحجر و الوصاية من أي جهة كانت .
6- و في ظل عدم وضوح الرؤى، نطالب و بإلحاح كبير بضرورة تدخل السلطات الإقليمية لإصلاح هذا العبث المقصود بإصلاح مواطن الخلل الواضحة للعيان، مع إعطاء قطاع الفروسية الاهتمام الكامل والحماية الضرورية والإغناء المستمر، وذلك لن يتأتى إلا عبر رفع الأيادي الآثمة التي تستهدفها ونهج سياسة ثقافية ديمقراطية تدرك، بوعي جاد، أهمية البعد الثقافي في حياة الأمم والشعوب والأفراد والجماعات.