صراعات عبثية
عبد الصمد لفضالي
إن آجلا أو عاجلا سيتساءل السنة و الشيعة، هل الصراع السني-الشيعي صراع عقائدي أم سياسي أم يدخل في إطار تآمري بخيانة بعض القيادات السنية-الشيعية ..؟ فمن ناحية الاختلاف في الرأي حول نسبة الصواب و الخطأ، فإن كل طرف منهما متشبث برأيه، معتقدا بأنه على صواب و غيره يحتمل الخطأ، لكن ما لا يمكن الاختلاف عليه هو أن القتل و إراقة الدماء و التعذيب من أجل المعتقد أو الرأي محرم في الإسلام و في جميع الديانات السماوية،.
و من هذا المنطلق، فإنه ليس هناك أي صراع عقائدي، و إنما هناك صراعات سياسية إستراتيجية من أجل الهيمنة و السلطة و النفوذ، فمنذ استشهاد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و نجله الحسين رضي الله عنه طويت الصفحة مع معاصريهما، و لا يجب تجسيد تلك الحقبة إلا من أجل التاريخ للاستفادة منه.
فلو قدر لعلي و الحسين رضي الله عنهما أن يبعثا في الحياة مرة أخرى لتبرءا من كلا الطرفين المتصارعين، فدينيا منطقيا و حقوقيا ليس هناك أي سبب لتحميل أجيال وزر جيل معين في فترة معينة، سواء كان هذا الجيل على صواب أو على خطأ، فواقعيا ليس هناك إلا تجييش لفريقي الصراع السني-الشيعي و خلق صراعات مذهبية و عرقية أخرى بتجنيد عملاء داخليين و مرتزقة خارجيين ( العراق .. اليمن و ليبيا )، و ذلك من طرف قوى عظمى متحكمة في العلاقات الدولية، بهدف تصريف “خردتها” العسكرية بالعملة الصعبة، و ابتزاز أنظمة على شفا حفرة من الانهيار، أطول وقت ممكن، وتبديلها في حال سقوطها بأنظمة هشة لا علاقة لها بالإرادة الشعبية، يسهل التحكم فيها بسبب هذه الصراعات الغبية .