ذ. عبد اللـه عزوزي
في عمر الشعب المغربي عشرات أعياد عيد الأضحى منذ الاستقلال، و المئات منها منذ أن دخل الإسلام هذه البقعة الجغرافية.. لكن، أن تكون عقارب الزمن تشير إلى السنة 38 بعد القرن 14 من عمر الإسلام (الموافق السنة 17 من الألفية الثالثة) و تدخل سوق المواشي التي يعرض بها الفلاحون و الكسابة رؤوس أغنامهم، و تقف على حجم الفوضى و العشوائية و الغبار و ظروف البيع و الشراء المرتبطة بهذه الشعيرة المقدسة حد التقديس و التقدير الذي يحظى به شهر رمضان المبارك، حينها قد تشعر بكثير من الحرج، و قد تتمنى لو لم تكن منتسبا لهذا الجمهور إن كنت مرفوقا بضيف من وراء البحار.
فكيف يعقل، والأمر يتكرر كل سنة، أن لا تحظى أرضية عرض القطيع بالتبليط و سماؤها بالتسقيف ..؟ أظن أن فاتورة التكلفة الصحية للمواطن كما للدولة باهظة بسبب حجم الغبار الذي يغطي سماء ما يعرف ب “الزريبة” التي كثيرا ما تتمدد خارج حدودها في مثل هذه المناسبة .. نعم إنها بيئة جد ملوثة و مضرة بصحة التاجر كما المتبضع بسبب الغبار و ضربات الشمس، التي تنضاف إليها حدة ضربات اللصوص على جيوب المواطن المقهور في كل أركان و دعائم حياته.
لو كانت شعيرة عيد الأضحى شعيرة أوربية/مسيحية لكرمها معتنقوها أفضل تكريم .. أول تكريم كان سيبدأ من تخصيص فضاء يليق ببيع و شراء الأضاحي، يحتوي على كافة المرافق الصحية و الضرورية، لأنه في نهاية الأمر اللوم و المسؤولية على الإنسان، و ليس على الحيوان الذي اقتاده الأول لمثل هكذا فضاء.
نترك الأمر هكذا هنا، و أتوجه بكم لمدينة مسيحية مقابل مغارة هيرقل بطنجة .. المدينة اسمها قاديس، و هي مدينة كلما ذكرتها تذكرت كيف تبدأ فيها حياة الأنوار (زيادة على ذلك النور الذي تنعم به طول العام) منذ بداية نونبر استعدادا لأعياد الميلاد التي يحتفل بها نهاية دجنبر .. مناسبة دينية، في بلد لائكي، تنفخ الحياة في المدينة و المجتمع و تدفعه لمزيد من الازدهار الاعتزاز بالهوية سنة بعد سنة، بل قل يوما بعد يوم..