ماتزال قناتي BBC البريطانية وفرنسا 24، تصران على اقتطاع الأقاليم المغربية الجنوبية من خريطة الوطن، حينما تذيعان أخبارهما عن المغرب، وهما تعلمان أن استعادة المغرب لهذه الأقاليم عبر اتفاقيات دولية، وأن سكانها (الأقاليم الجنوبية) يمارسون حياتهم الطبيعية في إطار سيادة الدولة المغربية، بما فيها ممارستهم لحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كباقي إخوانهم المواطنين في المدن الأخرى، وقد أصبحت لهذه الأقاليم الجنوبية المغربية مجالس جهوية وجماعية تمثل المواطنين، ومسؤولة عن التنمية والإدارة كباقي الجهات في الوطن.
إن هذا السلوك الإعلامي من هاتين القناتين المعادي للوحدة الترابية يكشف عن غياب الحياد والاستقلالية في ممارستهما الإعلامية، رغم وجودهما في دول تحترم الوطن وتربطها به علاقات دبلوماسية متعددة في جميع المجالات، كما أن هذه السلوكات اللامسؤولة تضرب مصداقية أخلاقيات المهنة وخدمة أجندة الجهات المناوئة للاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمغرب، وهذا ما يتعارض والتضليل الإعلامي الذي تمارسه هاتين القناتين الإعلاميتين الغربيتين ضدا في ترويجهما لقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومنها استقلال الدول وسيادتها على أراضيها .. ولتذكير هاتين القناتين الحرتين في بريطانيا وفرنسا اللتان تدعيان الحياد المهني في التعاطي مع القضايا السياسية والتحررية، فإننا طالبنا عبر مقالاتنا الصحفية السابقة بضرورة العدول عن هذه السياسة العدائية المكشوفة ضد المغرب، المتمثلة أساسا في الاقتطاع التعسفي لأقاليم المغرب الجنوبية من خريطة الوطن.
بكل تأكيد، الإعلام الغربي في معظمه لم يتحرر بعد من هذه النزعة الاستعمارية في نشره للأخبار عن مناطق نفوذه السابقة، و لا يشعر بالإحراج من هذه الأخطاء المتعمدة التي يرتكبها ويمررها في نشراته الإخبارية .. ولذلك، لا نجد من موقعنا في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إلا تجديد استنكارنا واحتجاجنا على هذه الممارسات الإعلامية الغير مسؤولة، التي نعتقد أنها أصبحت متجاوزة ولا تنسجم مع ما يروجه هذا الإعلام في نفسه من حرية وديمقراطية وحداثة ومهنية التي تكذبها هذه الممارسات الإعلامية والصحفية المأجورة لخصوم وحدة المغرب واستقلاله الوطني.
لن نعطي الدروس لمسؤولي قناني BBC وفرنسا 24، فهم أدرى بما يجب أن يكون عليه أداؤهم الإعلامي والصحفي .. ويكفي أن هاتين القناتين تبث من دولتين عريقتين في الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ودعم نضالات الشعوب من أجل الحرية والاستقلال.
وإلى حين تصحيح الأخطاء، نهيب بإدارتي هاتين القناتين الترفع عن هذه السلوكات التي تضر بمصداقية التوجه الإعلامي والخط التحريري الذي يوجه ممارستهما الإعلامية والصحفية، ولن نتأخر في نفس الوقت عن ممارسة حقتا المشروع في الدفاع عن مصالح الوطن كلما عادت هاتين القناتين الغربيتين إلى ارتكاب هذه الحماقات الإعلامية.
حتى لانفوت الفرصة على مسؤولي قناة BBC وفرنسا 24 حول هذه المهازل التي ترتكب في واضحة النهار، نؤكد لمسؤوليهما بأننا في المغرب لن ندخر أي جهد لمواجهة مثل هذه الانحرافات المهنية .. وأننا واعون بالأهداف المتوقعة منهم لصالح من جندوهم لهذه الممارسة الإعلامية المأجورة، وسنكون جاهزين للدفاع عن مصالح الوطن بنفس الوسائل الدنيئة إذا ما تكررت نفس الأخطاء المقصودة.
