يوسف الإدريسي
يسود النقاش هذه الأيام في أوساط ساكنة إقليم اليوسفية، حول مشاريع بنيوية وثقافية وتعليمية سينبري لها مسؤولون محليون وإقليميون وجهويون، في إطار تصريف أموال مرصودة للإقليم ضمن أموال أخرى لا نعلم مآلاتها وتفريعاتها.
جميل جدا أن تكون مدينتنا أجمل مدينة في العالم، كما بشر بذلك أحد نواب رئيس المجلس الحضري أثناء إلقاء كلمته التبشيرية في نشاط جمعوي، وجميل أيضا أن نحلم بمدينة تخرج من جبة القرية النموذجية إلى فضاءات التمدن بمختلف مظاهره.
غير أنه من حق الفعاليات المجتمعية من نخب وجسم صحفي وفاعلين جمعويين حقيقيين، أن يشاركوا ويساهموا في وضع لبنات هذه المشاريع في إطار تشاركي بعيد عن منطق الإقصاء والاستئصال، حتى لا تتكرر مرة أخرى أزمة تمديد عمر المشاريع المبرمجة أو ضياعها، كما حدث للمركب التعليمي (دار الطالب، إعدادية المصابيح)، وكما حدث أيضا لمشروع تطهير السائل، حين أقر رئيس المجلس الحضري لمدينة اليوسفية بعد مدة قاربت السنة، بسوء تقدير المجلس في ملف تشييد محطة ضخ المياه العادمة على بعد عشرين مترا من منازل حي الزلاقة، وهو يعانق أحد شباب الحي الذي تكفل بأتعاب القضية المرفوعة ضد المجلس، مخاطبا إياه “الآن كسبت الرهان”، في مشهد جسّد بأسى كبير خلطا فظيعا في تقدير المصلحة الخاصة وواقعية الإجراء، في وقت كان بالإمكان اجتناب هذا التأخير لو تم إشراك السكان في أمر التشييد.
أقول من حقنا أن نُشرَك في تنمية إقليمنا، ليس استجداء لأطراف ولا استعداء لأطراف أخرى، بل وقوفا باعتدال أمام المقتضيات الدستورية المتعلقة بالحكامة الترابية، والتي تنص في الفصل 136 على ضرورة تأمين وضمان مشاركة السكان في تدبير شؤونهم والمساهمة في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة.
لا يُعقل أن تتوجه أنظار بعض الكائنات الجمعوية ومعهم بعض المسؤولين المحليين إلى منابع الدعم التمويلي لتأثيث مشاهد تشبه إلى حد ما أنشطة أطفال لم يبلغوا الحلم بعد، في وقت تحتاج فيه المدينة إلى أنشطة حقيقية تواصلية، وندوات صحفية يشارك من خلالها الجميع في إخراج الإقليم من عنق زجاجة محكمة الإغلاق.