” الميوعة ” الفنية ..!
عبد الصمد لفضالي
عبر الأعمال البذيئة لآل عيوش كفلمي ” لحظة الظلام ” و ” الزين اللي فيك ” و أخيرا الشريط الوثائقي ” زواج الوقت ” الذي بث في قناة لم يعد لمسؤوليها ما يستحيون عليه، بإخراج مشبوه لصاحبة فيلم ” ماروك ” ليلى المراكشي، يظهر جليا بأن هذه الأعمال لا تهدف إلا إلى تعميق التطبيع مع الميوعة، و دفع المغاربة إلى التشكيك في قيمهم الأخلاقية و الدينية، فعوض أن يستغل القيمون على وسائل الإنتاج الفني والسينمائي الإمكانيات المادية لنبذ العادات اللاأخلاقية الدخيلة، و تصحيح الموروث الثقافي المغربي نحو الأفضل، تعطى الفرصة و بإمكانيات مالية ضخمة، تنتزع غصبا و بدون وجه حق من أموال دافعي الضرائب، لتهدر في أعمال “سنيمائية ” بئيسة، تعرض في ما تبقى من قاعات معظم روادها لا يلجؤون إليها إلا من أجل أشياء نترفع عن ذكرها .
فهذا الرهط من المنتجين و المخرجين، بدل أن يقدموا عبر أعمالهم بدائل قويمة و مفيدة للشباب التائه، يقدمون له أعمالا دنيئة لا علاقة لها بالأخلاق والمعرفة في صورة تغري هؤلاء الشباب في إفراغ طاقتهم ضد القيم الإنسانية التي لا يختلف عليها اثنان من ذوي الفطرة السليمة .
فماذا ننتظر من آل عيوش و كبيرهم ” اللي كذب عليه راسو ” و بدون أي دراية علمية أو ثقافية أو دينية أو حتى لغوية، أقحم أنفه بطريقة مضحكة و مبكية، في برنامج ما أطلق عليه بإصلاح المنظومة التعليمية، حيث استهدف هذا ” العبقري ” لغة المعلقات السبع، و التي أنزلت بها أعظم رسالة إنسانية٬ و التي رغم الانحطاط الحضاري للمتكلمين بها، فإنها حسب الإحصائيات العالمية بما فيها كتاب ” حقائق العالم “، تحتل بين لغات العالم الرتبة الرابعة من حيث عدد المتكلمين بها، ساعيا إلى اختزالها في قاموس دارجته المشؤوم .
فرغم التقهقر الثقافي الذي يتجلى في إعطاء الفرصة لكل من هب و دب بأن يقرر في أمور حساسة تهم البلاد و العباد، فإنه يجب على آل عيوش أن يعرفوا بأن الباطل لا يزيد الحق إلا ثباتا و لو بعد حين، و أن بالأضداد تعرف الأشياء .. فهؤلاء ” الفياقهة ” و من يساندهم، إما أنهم يعتقدون بأنهم أذكى من جميع المغاربة أو أنهم يتحركون تحت الطلب.