رسالة محمد الرضاوي، رئيس الشبكة المغربية لحقوق الإنسان والرقابة على الثروة وحماية المال العام إلى أمينة ماء العينين
” تهكمت أمينة ماء العينين، برلمانية عن حزب العدالة والتنمية، على الفيتو المضروب ضد عودة مصطفى الرميد إلى وزارة العدل والحريات بعد أنباء عن فقدانه لمنصبه في الحكومة الجديدة.
وقالت ماء العينين، التي يصفها المتابعون بال.”مثيرة للجدل”: “إذا صح أن هناك فيتو على الرميد منعه من وزارة العدل، فإن ذلك أكيد يخدم المصلحة العليا للوطن، وإذا منح حقيبة وزير دولة ولو بدون مهمة، فإن ذلك أيضا يخدم مصلحة الوطن، وإذا خرج الرميد من الحكومة، فأنا والله أؤمن أنها المصلحة الأعلى للوطن”.
وفي هذا الصدد، يعقب محمد الرضاوي، رئيس الشبكة المغربية لحقوق الإنسان والرقابة على الثروة وحماية المال العام عبر السطور التالية:
1- لايمكن أن تجد وزير في العالم وليس بالمغرب فقط يؤمن بالديمقراطية وحرية الرأي أن يعزل قاضيا اشتهر بآرائه المنتقدة لأداء وزير العدل والحريات مصطفى الرميد ولمشاريع إصلاح القضاء.
2- لايمكن أن تجد وزير عدل يعقد ندوة صحافية لكي يعلن عن نتائج التحقيقات بخصوص تسجيلات المهندس الذي فجر ملف الفساد داخل وزارة العدل، معتقدين أن معالي الوزير سيعفي الرؤوس الكبيرة بوزارته، إلا أن ندوة الوزير غرقت في التبريرات وشعارات عدم مطاردة الساحرات وعدم الاقتراب من الملفات التي طالها التقادم، وأن الفساد طبيعة بشرية وهو موجود في كل الوزارات، ونسي الوزير أن الفساد يمكن أن يوجد في كل الوزارات إلا وزارة العدل، لأنها الجهة المكلفة بمحاربة الفساد في الوزارات الأخرى، وإذا فسدت وزارة العدل فعلى الدنيا السلام.
3- لايوجد وزير عدل عوض أن يفتح تحقيقا في شكاية رجل مات يومين بعد اقتحام أخته المحامية لتعاونيته، يسارع إلى تحريك الشكايات ضد الصحفي رشيد نيني لنشره عمود عن الموضوع.
4- لايمكن أن نجد وزير عدل في أي دولة أغمض عينه عن قضاة فاسدون ومرتشون راكموا الملايير من الثروات، لكن لم يقدر وزير العدل والحريات على عزلهم. فعوض أن يبحث معالي الوزير في الحسابات البنكية للقضاة الفاسدين، أصبح شغله الشاغل التجسس على حساباتهم الفيسبوكية، ومن يخالفه الرأي.
5-لايمكن لوزير عدل في أي دولة طالب بملكية برلمانية خلال الحراك وماعرفته الساحة النضالية أيام ظهور 20 فبراير، وبعد استوزاره تخلى عن قناعاته مليون في المائة، بعدما غرر بالكثير من المناضلين والحقوقيين وأرسلهم إلى السجن .
6- هل تعلم “أمينة ماء العينين ” أنه لايوجد وزير عدل في أي دولة يقوم بحرمان بعض القضاة من الترقية بسبب انتمائهم لنادي قضاة المغرب ..؟ هل تعلم ” أمينة ماء العينين ” أنه لايوجد وزير عدل في تاريخ البشرية يقوم وحزبه بالدخول في مواجهة القضاة في السياسية، سواء من خلال استغلال فرق الأغلبية البرلمانية للتشكي بالقضاة أو إبداء مواقف هجومية عليهم .
7- هل تعلم أنه لايوجد أي وزير عدل يصف القضاة بأوصاف غير لائقة في نطاق وظروف استعمالها والغرض منها مثل عمال البلدية والبدويين و اليهود -شعب الله المختار، بحيث كان لا يترك مناسبة تمر إلا ويصف القضاة بأوصاف حاطة من كرامتهم.
8- لايوجد وزير عدل مثل وزير عدلنا الرميد الذي يعتبر نموذج من النفاق السياسي .. في ماضيه المجيد التليد، حيث تبنى ملف معتقلي التيار السلفي و دافع عنه باستماتة و أخرج حلقومه في المحاكم، و بعد أن صار وزيرا للعدل تنكر للمعتقلين و صار من أشد من يطالبون بإنزال الأحكام الغليظة.
9- هل تعلم القيادية التي تدافع عن زميلها في الحزب وتشيد بعدالته أنه عندما آلت حقيبة العدل والحريات العامة إلى الرميد، القيادي البارز بحزب العدالة و التنمية، اطمأن الكثيرون إلى أن المحامي ” الرميد ” الذي كان يدلو بدلوه في المسألة الحقوقية في المغرب، سوف يكون أكثر قربا من أسرة القضاء، وأكثر سعيا إلى مد جسور التفاهم مع مكوناتها، التي بدونها لن ينجح الإصلاح الذي لطالما وعد به الوزير .. غير أن ما لمسه أغلب الحقوقيين والإعلاميين والمهتمين بالعدل في سنوات من تولي الوزير لمنصبه، كان هو ذلك الخلاف الصاخب بين الوزير وقضاة يعتبرون أن الوزارة تريد فرض نوع من الوصاية عليهم والتضييق على حرياتهم، وهو ما يرونه مسا باستقلاليتهم”.
11- هل تعلم القيادية ” أمينة ماء العينين أن فوق وزير العزل الرميد .. الله العدل، وبينهما ملك البلاد ..؟