هشام العباسي
مطالب ال. 50 معطلا من العيون، المتعلقة بالحق في الشغل مشروعة، خاصة مع وجود المشاريع الكبيرة التي تم تدشينها من طرف جلال الملك بالجهة والمشاريع المستقبلية، ومع إصرار المعطلين على مطلبهم بتحرير محضر من طرف والي الجهة أو رئيسها الذي تفاوض معهم لمدة تتجاوز الساعتين، وعدم ثقتهم في الوعود التي يقطعها المنتخبون، خاصة وأن لهم أزيد من سنتين وهم يعيشون مسلسل الاعتصامات والإضرابات عن الطعام.
وبعد استنفاذ الحلول، فقد أخبرهم أحد مسؤولي الأمن أن الوكيل العام للملك أصدر قرارا يقضي باقتحام الحافلة، باعتبار أن المعتصمين احتجزوا مركبة خاصة بشركة فوسبوكرراع بالقوة، وقد تمت قراءة القرار عليهم، وقامت بعده قوات التدخل السريع ورجال المطافئ بإخراج المعتصمين من الحافلة بالقوة، بعد أن تم تهشيم نوافذ الحافلة واستعمال خراطيم المياه .. الشيء الذي أدى إلى إغلاق الشارع مابين دوار حي معطى الله و رومبة مانولو و دوار رومبة اطيل نكجير
في الحقيقة كان المنظر محزنا، خاصة مع صراخ وبكاء أمهات المعطلي المعتصمين وأهاليهم. طبعا هناك عدد من الإصابات والاغماءات، ولكن الحمد لله أنه لم يتم تنفيذ التهديد بإحراق النفس بالقنينات الحارقة التي كانت بحوزتهم.
إنها محطة أخرى تنضاف لمسلسل سوء الفهم وانعدام الثقة بين الساكنة والمسؤولين، وفرصة ذهبية أخرى تضيع من بين يدي المسؤولين، الذين كان بإمكانهم استغلال الوضع لإيجاد حلول حقيقية وتطييب النفوس وتهدئة الجبهات الاجتماعية المشتعلة في المنطقة، ومحاولة إعادة بناء الثقة بين الساكنة والإدارة، لكن، الاقتصار على تبني المقاربة الأمنية والحسابات السياسوية الضيقة حالت دون ذلك للأسف الشديد.
إن ملف المعطلين فضيحة تنسف كل الدعاية الرسمية القائمة على الترويج لفكرة نمطية تعتبر الصحراويين مجموعة من البدو الكسالى الذين يعيشون في بحبوحة من النعيم ويتوفرون على كل سبل العيش الرغيد، في حين أن الواقع بعيد كل البعد عن ذلك، فإذا كان هذا حال خرجي الجامعات والمعاهد العليا، الذين يخوضون اﻻعتصامات ويضربون عن الطعام، فكيف سيكون حال الفئات الأخرى من المجتمع الصحراوي اﻻكثر فقرا وهشاشة ..؟