ليكن من يكون عدوا للصحافة المهنية والمواطنة ..!
لقد تعددت الأصوات، وبحت الحناجر، واختلفت المواقع التي تطالب برؤوس الصحافيين والإعلاميين الجادين والمهنيين، الذين وضعوا حريتهم وحياتهم فداء للوطن والمجتمع .. وليكن خصوم الصحافة والإعلام على بينة من اختيار الفاعلين الحقيقيين، لأنه لا حصانة لأحد في الوطن من مواقف الصحافة وتقييمها في العهد الجديد، إلا بالتنافس على خدمة الوطن والدفاع عن مقدساته وحماية استقلاله الوطني وهوية مجتمعه المتميزة في هذا الموقع من إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي.
إن على الصحافة والإعلام التجرد المهني في المتابعة والتحري والتحليل والتعليق والتغطية، وعلى من يكون موضوعا لها أن يعي جيدا أنها لن تجامله أو تساومه أو تخاف منه أثناء ممارستها المهنية، ولن تتأخر في قيامها بدورها الرقابي المواطن اتجاه أخطائه التي تضر بالوطن والمجتمع أو بالمؤسسات، وستدافع عنه إن كان مظلوما ومستهدفا، مع إيمان طاقمها التحريري بما له وما عليه في المسؤولية المهنية التي يقوم بها داخل المقاولة الصحفية أو الإعلامية التي تتمتع بمواصفات المقاولة الإعلامية أو الصحفية المهنية المستقلة والمواطنة في المناخ المجتمعي الذي يوفر لها أدنى الشروط التي تساعدها على القيام بوظائفها الإخبارية والنقدية والتنويرية.
إن قدر الصحفي والإعلامي أن يكون في المواجهة، ولا يهمنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة من سيكون عدونا في المنابر الإعلامية التي تؤمن بمشروعنا النقابي والمهني وبالخط التحريري الصحفي والإعلامي الذي يجب أن تتصف به جميع المقاولات الصحفية والإعلامية، التي لا حدود لمساحة الحرية التي نتطلع أن تتوفر لها، مع التذكير، أننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نتطلع إلى إعلام وطني يمارس صلاحيات السلطة الرابعة الحقيقية والمدسترة في المغرب، و لا حدود لأحلامنا عن نموذج الممارسة الصحفية والإعلامية التي نترقب أن تسود في مجتمعنا الديمقراطي الحداثي الذي أصبح واقعا حقيقيا في العهد الجديد.
لن نكرر أننا نترقب من يناقشنا في هذه الأبجدية التي نؤمن بها .. ونتمنى أن تصاغ المرجعية القانونية التي تنظم ممارستنا المهنية على ضوء أهدافها على غرار ما أصبحت عليه الصحافة والإعلام في الدول التي تقدمت في هذا المجال .. لذلك، فنحن غير معنيين اتجاه من يتضايق منا من المسؤولين في القطاعين العام والخاص، ومن شركائنا في العمل السياسي والنقابي والمهني .. وسنكون سباقين إلى مواجهة أعداء الوطن والمجتمع، وأعداء الصحافة والإعلام، حتى وإن كنا مضطرين إلى ذلك أو مستهدفين في هذا الاتجاه.