مزيدا من التوفيق يا قناة “MBC” في برامجك العربية الوحدوية
باعتبارنا منبرا صحفيا عربيا لا يمكن إلا أن ننوه بقناة العربية، التي تشتغل على مشروع الوحدة العربية من بوابة الثقافة والفن، كما نلمس ذلك في برامج “نواعم” .. “أراب أيدل” .. “أراب كودتا ليت” وصباح الخير ” The Voice”، وجميعها يتبارى على جوائزها العرب من المحيط إلى الخليج، وفي هذا الإطار، نتمنى مزيدا من البرامج الثقافية والفنية التي تسمح بتقوية علاقات التواصل والإخاء بين الشعوب العربية التي تكتب أسماؤها على لوحات هذه البرامج، ناهيك عن البرنامج الرياضي اليومي “صدى الملاعب” الذي يستقطب نسبة مشاهدة عربية متقدمة من خلال المسابقات التي يقترحها على المشاهدين، وكذلك الدور الذي تقوم به أيضا القنوات الإخبارية، كالعربية والحدث، مع التحفظ على عدم حيادية الحدث في نشراتها الإخبارية والبرامج ذات الصلة كبرنامج ” DNA”.
ما يهمنا في هذا المقال، هو البرامج الثقافية والفنية التي يمكن أن تقوي ارتباط المشاهدين في العالم العربي بقنواتهم الفضائية، وأن يشكل مدخلا محرضا للفاعلين السياسيين في الدول العربية على الإسهام فيما يقوي عوامل الوحدة العربية، بدل التفرقة الحالية التي يستفيد منها أعداءهم، خاصة إسرائيل ومن يدعمها داخل وخارج المنطقة العربية، إلى جانب تعزيز الإحساس والوجدان بين العرب لتقليص التفرقة والعزلة التي يعيشها الوطن العربي اليوم، والتي سمحت بتوفر أسباب الخريف الديمقراطي العربي الذي تواجه آثاره المدمرة شعوب المنطقة في شرق هذا الوطن العربي.
إن تحقيق ما عجزت عنه جامعة الدول العربية منذ تأسيسها سنة 1945 إلى الآن، يمكن للمؤسسات الثقافية والفنية أن تقوم به، لو تم تدعيمها من قبل العرب، وفي هذا الزمن الذي تتلاشى فيه مقاومة الشعوب للعولمة الرأسمالية المتوحشة لتفكيك البنية الاجتماعية العربية القابلة للانصهار والاندماج عبر الوسائط اللغوية والحضارية والتاريخية المشتركة، التي لا تزال تفعل مقومات هذا الوجود العربي على أكثر من صعيد، لو تمت عملية تفعيل البرامج والمشاريع بتحسين هذه الوحدة المجتمعية الثقافية بالرغم من القطرية السياسية التي تفصل بين العرب اليوم، وتباين المنظور الوحدوي بين هذه الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط.
إذن، التجربة الحية في برامج قناة ” MBC” اليوم يمكن أن تساهم في تجاوز كل المعوقات التي تحول دون تعزيز الوحدة العربية بكيفية ملموسة في الواقع العربي رغم القيود القائمة بين العرب اليوم إذا ما توجهت الشعوب العربية نحو تشجيع المبادرات الثقافية والإعلامية والفنية، التي يمكن أن تسخر لتعبئة الهوية العربية التي لا نختلف عليها من المحيط إلى الخليج، رغم المعوقات السياسية والمخلفات الاستعمارية التي عمقت جوانب التفرقة في الهوية الراهنة الأكثر انقساما ورفضا في ملامحها القطرية الوطنية الحالية .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن ما تقوم به ” MBC” وغيرها من الفضائيات العربية في هذا المضمار هو الذي يمكن أن يترجم حقيقة الوجود العربي الوحدوي الذي يمتلك العرب أدوات وعوامل تجسيده.