مع العودة إلى عمقنا الإفريقي بدأت المعركة الحقيقية مع أصحاب المشروع الانفصالي
نحمد اللـه كثيرا أن توفقنا في الالتحاق بالعائلة الإفريقية، وقطعنا الطريق على من كانوا فرحين لغيابنا عن القارة، الذين يشعرون اليوم بخطورة هذه العودة التي ستمنعهم من مواجهة دعم ورعاية المشروع الانفصالي الذي يريدون زرعه في جنوب الوطن، ومن لم يستحضر مضمون الخطوة الوطنية في الإعلان الملكي السامي عن العودة إلى العمق الإفريقي، عليه إعادة قراءة أوراقه، وليتأكد من أن قاطرة التحرير لن تتوقف إلا بعد استرجاع كل ما ضاع في الحقبة الاستعمارية، وأن الوطن لن يرحم من يساوم على وحدته واستقلاله، سواء كان في الداخل أو في الخارج.
نعم، بالعودة إلى عمقنا الإفريقي في الإطار التنظيمي الوحدوي الحالي، وانتزاع قبول عضويتنا في الاتحاد الإفريقي، نكون قد فتحنا النظر في القبر الذي ستدفن فيه استمرارية مهزلة المشروع الانفصالي في جنوبنا الصحراوي المغربي، وما أروعه موقف جلالة الملك محمد السادس حفظه اللـه، وهو يخاطب قادة الاتحاد الإفريقي بعد قبول 39 عضوا لالتحاق المغرب بمكانه الطبيعي في الاتحاد الإفريقي .. ومن لم يشعر بقوة اللحظة التاريخية للخطاب الملكي السامي في مقر الاتحاد الإفريقي سيكون قد خسر الظفر بالشعور الوطني التلقائي الذي يحرك جميع المغاربة المؤمنين بعدالة قضية وحدتنا الترابية، التي يجب أن نجعلها خارج اختلافاتنا وصراعاتنا السياسوية والإيديولوجية.
بعد الانضمام وانتزاع العضوية من الذين كانوا يناورون على الوطن في عمقنا الإفريقي أصبح الهم الوطني أساسي في معركتنا من أجل الديمقراطية والعدالة والتطور والحداثة، إن لم يكن الهم الأساسي الذي يجب أن ننخرط فيه بدون شروط مسبقة، لأن معركة الوحدة الترابية الحقيقية هي التي فتحت أبوابها، وهي التي يجب أن نوجه إليها كل مخططاتنا وبرامجنا في الحاضر والمستقبل، وفي كل ما سنبذله من أجلها ستعزز موقفنا الوطني مع الأصدقاء والأشقاء .. وأي تأخر في الانخراط النضالي في هذه المعركة المقدسة سيؤثر على مصالحنا وأهدافنا التحررية والوحدوية التي لا زلنا نقوم بها منذ انطلاق الكفاح الوطني حولها في السبعينات من القرن الماضي.
إننا في صحرائنا المسترجعة، وعلينا مسؤولية اندماجها وتطورها في حظيرة المجهود التنموي الوطني المفتوح في كل جهات الوطن، ويجب أن لا نتأخر في ذلك حتى وإن كنا مضطرين لتأخير الاهتمام بمناطق أخرى .. فهل سنجعل أنفسنا خير خلف لسلفنا الذي ناضل من أجل استقلال المغرب ..؟ أم لا يزال من يمكنه التأخر عن المشاركة في هذه المعركة الوطنية المقدسة ..؟ ولهؤلاء نقول من موقعنا في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن مساحة المناورة على القضية الوطنية لم تعد متاحة، وأن الظرفية الحالية تفرض سلطتها على الجميع الذي يجب عليه الإدعان والتسليم والانخراط التلقائي في هذه المعركة التي تصون حرية وأمن واستقلال الوطن.
لن نسمح لأحد ولأنفسنا باتهام أي مغربي بالتقصير، ولن نتهم أي مجموعة أو حزب بالتخوين، فجميعنا معنيون بالمعركة الجديدة لصالح الوطن، ومن سيتأخر عنها يعرف ما ينتظره منها، وكل الأمل في أن نتجاهل صراعاتنا واختلافاتنا وتوحد مواقفنا اتجاه العدو المشترك الذي لا يمكن أن يربح المعركة إذا واجهناه بقوة وروح المواطنة والاستعدادات للتضحية من أجلها .. ولا نظن أن هناك من سيتأخر في كل ألوان الطيف الحزبي والنقابي والمدني والشعبي عن المشاركة التلقائية في هذه المعركة الوطنية المفتوحة اليوم لتحصين قضية الوحدة الترابية والقضاء على مناورات خصومنا التي لن تتوقف موضوعاتها وأسلحتها وجبهاتها .. والأمل معقود على وضوح مواقفنا جميعا فيما يجب أن تكون عليه إرادتنا الوطنية حولها، وما تتطلبه من تضحية ونكران الذات واستعداد متجدد في كل الجبهات التي سيفتحها الخصوم ضدنا للنيل من جميع المكاسب التي حققناها .. ولنا اليقين والإيمان المطلق في قدرة المغاربة على تحقيق المزيد من الانتصارات، سواء في هذه المعركة أو في غيرها من أجل عزة وقوة واستقلال الوطن.