جيد ” أن يكون لنا نقاش في البرقع و اللاهوت و الفرق الكلامية” (الأحزاب المغربية)، و أن نناضل من أجل الحق في الإضراب و الحق في تقاعد مريح .. لكن، ليس هكذا أو بهذا تبنى الأمم و تصنع الحضارات؛ هناك أشياء جد خطيرة لا ينتبه إليها الكثير من العامة و الخاصة .. ما نصيب المغرب و جامعاته و مراكز بحثه — إن وجدت — من هذا الحجم الكبير من الدراسات و مشاريع الأبحاث و احتضان الطلبة الباحثين، حاملي الأفكار و الحلول، العابرة للحدود و المحيطات، والتي تستحوذ الجامعات الأمريكية و الأوربية، و حديثا حتى التركية، على القسط الأكبر منها ..؟
فهل يمكن أن نراهن على تنمية و برلمان و حكومات لا حس لها اتجاه هذا الموضوع، بل تعتبره بضخا و ترفا و سفسطائية ..؟ لماذا عندما يتحدثون عن التنمية .. عندنا يتكلمون عنها مقرونة بالسياحة، و مدعومة برهان جلب 10 ملايين سائح، ولا نكاد نجد ذكرا للبحث العلمي و تحفيز الكفاءات و الأخذ بيد الطاقات، التي هي الرهان الفعلي و الحقيقي لأي حديث عن تنمية “موسعة” كانت أو ضيقة ..؟
ترى ما مصير الدول التي راهنت على السياحة كمصر و تونس و المغرب .؟ وأين هي من بركات من زاروها و ملؤوا فنادقها و ركبوا ظهر جمالها .. و اخذوا صورا لها بالقرب من مآثر أجدادها .. ؟