الصورة للفقيد يوم واحد قبل وفاته
يوسف الإدريسي
شخصيا لا أعتقد، لأن البرد لا يقتل الأبرياء، ولأنه لا يعرف كيف يخطط وكيف يتآمر، بَلْهَ أن يقتل ويمعن في ارتكاب جريمة نكراء بسبق إصرار وترصد دونما شفقة أو رحمة .. هذا ما لا أظنه ولا أعتقده.
اهتز صباح يوم أمس الأربعاء 25 يناير 2017 سكان مدينة اليوسفية على وقع عثورهم على جثة هامدة لأحد الأشخاص المتخلى عنهم والذي كان يبيت في عراء المدينة جاثيا على ركبتيه أحيانا ومستلقيا على جنبه الأيسر في غياب أي التفاتة مؤسساتية باستثناء بعض المبادرات الشبابية المحدودة. رحم الله الفقيد، وغفر الله لنا جميعا بسبب تفريطنا المقصود أو العفوي في إنقاذ روح آدمية كان بالإمكان احتضانها بشيء من الدفء وقليل من الاهتمام، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
لا أخفيكم سرا كوني أفكر بشكل جدي رفقة بعض الشرفاء في مقاضاة الفاعل الحقيقي في هذه الجريمة برفع دعوى قضائية ضد المسؤولين بمدينة اليوسفية على إهمالهم غير المسؤول، والذي راح ضحيته شخص بريء كان يتوق إلى نسائم الحياة بعجرها وبجرها، في انتظار حالات وفاة أخرى فيما يُنتظر من أيام فصل الشتاء، وإن كان البؤساء دوما ما يضعون شكاويهم بشكل حصري بالمحكمة الإلهية التي لا تخطئ الحكم، سواء أكان عاجلا أم آجلا إصداره.
في الدول التي تحترم مواطنيها بشتى انتماءاتهم ومراتبهم الاجتماعية تقيم الدنيا ولا تقعدها إلا بفتح تحقيق شامل تسهر عليه إطارات المجتمع المدني، ليست كتلك التي فندت خبر وجود متشردين بمدينة اليوسفية قبل يومين من الحادث، على الأقل بهدف تحديد المسؤولية في هكذا حالة وفاة، انتصارا للمواطنة الزاوية الأساس في بنيان أي مجتمع يقوم على عدالة اجتماعية لا
تفرق بين أبناء البشر.
قد تكون هذه الخطوة مقدمة لمزيد من الدعاوى القضائية ضد المسؤولين عن البنية التحتية والمشاريع التنموية والتشغيل والصحة إلى غير ذلك من القطاعات الحيوية.
وقد تكون أيضا مدعاة للتشكيك في نوايا المشاغبين الأوغاد الذين يريدون الفتنة من خلال إجرائهم الذي يستهدف الأعيان ويروم مشاكسة المسؤولين ممن يجلسون على كراس جاذبة بحق أم بغير موجب حق